الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

شكوك حيال "المضمَر" في هبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي: اتفاق قاهرة جديد يقوّض النظام ويهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي؟

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
النزوح السوري.
النزوح السوري.
A+ A-
تتسع دائرة الشكوك الشعبية والسياسية حول الجوهر الحقيقي والتفاصيل الدقيقة لمضمون بنود اتفاق هبة المليار يورو الذي أُعلن عنه أخيرا بين الإتحاد الأوروبي ولبنان، تحت عنوان "دعم لبنان... والتعاون من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين إنطلاقا من السواحل اللبنانية".البعض استعاد مشهدية "إتفاق القاهرة"، الذي ضمّنه موقعوه في 3 تشرين الثاني 1969 بنودا بقيت سرية، إلى أن كشفتها "النهار" في عددها الصادر في 20/4/1970 مما تسبب بأزمة سياسية كبيرة، حيث أفضى السجال يومذاك إلى تشرذم وطني وانقسام اللبنانيين بين معارض وداعم، وفقدان الثقة بالدولة وأجهزتها، وتفشي المظاهر الأمنية المقلقة التي أوصلت لبنان إلى الإنفجار الكبير عام 1975. ما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه التطمينات الحكومية راهنا بتطمينات الطبقة السياسية آنذاك، وما أتعس هذه البلاد التي شاء القدر حشرها على الدوام بين أمواج اللاجئين، وتخييرها ما بين القبول بتوطين شعب آخر فيها وخسارة هويتها، أو التعرض للإفقار ولأخطار أمنية وسياسية تقوّض الدولة والإقتصاد وتضعها في مهب التناقضات التي تزيد من الشرخ الوطني والعزلة الدولية.فهل سنشهد سيناريو مماثلاً مع النازحين السوريين؟ علما ان أوجه الشبه مختلفة حيال العدد والتوزع المناطقي، إذ ان عدد السوريين يناهز المليوني نازح موزعين على كل الاراضي اللبنانية فيما عدد اللاجئين الفلسطينيين نحو 200 ألف محصورين بعدد من المخيمات.هذه الشكوك دفعت غالبية القوى السياسية إلى المطالبة بكشف النص النهائي للإتفاق ان وجد، وذهب بعض الكتل ونواب إلى المطالبة بجلسة نيابية طارئة ببند وحيد، هو مناقشة مضمونه ومحتواه الحقيقي، والموقف الرسمي اللبناني ومدى تطابقه مع المصلحة اللبنانية العليا، والتأكد من عدم وجود بنود ملتبسة قد تؤدي إلى فرض توطين النازحين السوريين أو تأبيد بقائهم في لبنان، أسوة بما حصل مع الفلسطينيين، أو يتسبب الاتفاق العتيد بتصدع جديد للدولة والأمن الاجتماعي والسياسي للبنانيين.ماهية الهبة الأسبوع الماضي، أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن هبة قيمتها مليار يورو يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديمها للبنان لمساندته. واكد أن هذه الهبة ستقدم للدولة اللبنانية بشكل مباشر وستكون على دفعات تستمر لسنة 2027. وفي حديثه، اشار ميقاتي، عرضاً، الى ان هذه الهبة ستذهب لقطاعات التعليم والصحة وسواها وسيذهب قسم منها للجيش اللبناني لضبط الحدود. ويُستنتج من حديثه أن هذه الهبة تأتي في اطار ما سمّاهpackage يجري تنفيذه مع الاتحاد الاوروبي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم