الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كلفة الباص المدرسيّ باهظة على الأهالي في زمن شحّ المحروقات... كيف تراوحت الأسعار؟ (فيديو)

المصدر: "النهار"
فرح نصور
عودة الطلّاب إلى المدارس (تصوير حسن عسل)
عودة الطلّاب إلى المدارس (تصوير حسن عسل)
A+ A-
عدد كبير من المدارس لم تسعّر بعد كلفة نقل طلابها عبر باصاتها، وكذلك سائقو الباصات الخاصة، في انتظار ما سيحلّ بأزمة المحروقات. لكنّ بعض المدارس وأصحاب وسائل نقل آخرين، قرّروا تحديد كلفة نقل الطلاب على سعر غير مدعوم، والمضي به خلال العام كلّه، دون الاضطرار إلى زيادة السعر لاحقاً. 
 
ولا تغيب معاناة الأهالي عن هذا المشهد، بحيث بات هاجسهم الوحيد توصيل أولادهم إلى المدرسة. فالأهالي يتراوحون بين مَن هو غير قادر على تسديد كلفة النقل في الباص، ومَن هو غير قادر على تأمين البنزين لنقل أولاده بنفسه، فالبنزين مفقود، وإن وُجد، فبالسوق السوداء. 
 
 
اعتادت نايلة صوايا، أمّ لولدين، توصيل أولادها إلى المدرسة. هذا العام، حاولت تسجيلهم في الباص علّه يكون أكثر وفراً لها، لكنّ كلفته ضمن بيروت 500 ألف ليرة شهرياً، وخارج بيروت 750 ألف ليرة.
 
هذا البدل مطبَّق على المحروقات المدعومة، أي أنّه قد يرتفع، علماً أنّ الباصات في المدرسة لم تبدأ بنقل الطلاب بعد. وتقول نايلة: "المشكلة أنّ هناك صعوبة كبرى في تأمين البنزين لتوصيل الأولاد، وإذا ما تأزّم الوضع أكثر، لن يكون باستطاعتي توصيلهم، وحالياً سيارتي مركونة ولا تتحرّك سوى لتوصيلهم". 
 
وضمن المعاناة نفسها، تشتكي إفلين خاشو، أمّ لطالب في المدرسة، من أنّه "لا ندري ماذا سنفعل بما يتعلق بنقل ابني إلى المدرسة، نحن في انتظار ماذا ستفعل المدرسة، فنحن كأهالٍ نتحمّل العبء الأكبر من حيث كلفة النقل أكثر من الإداريين".
 
وتبرّر ذلك، بأنّ الإداريّين يذهبون مشوارين إلى المدرسة، أمّا الأهالي فيذهبون أربعة مشاوير، لذلك، "يجب أن يتمّ دعمنا بشكل إضافي، وفي حال لم يجدوا سبيلاً مناسباً، لا نعرف كيف سننقل أولادنا إلى المدارس".
وتضيف خاشو أنّ "على ما يبدو أنّ باصات المدرسة حالياً لن تنقل الطلاب، ونحن نسير بوعد الإدارة إيجاد حلّ، لكن لا يمكن أن نعيش على الوعود، لاسيّما أنّ البنزين مفقود". 
 
وبينما كانت خاشو تدفع سنوياً بدل نقل الباص 800 ألف ليرة أو مليوناً، لن يكون باستطاعتها نقل ابنها بالباص لو تكون كلفة الباص 800 ألف ليرة في الشهر "كما يُشاع"، و"أخاف أن يأتي يوم لن يسعني أن أؤمّن فيه نقل ابني إلى المدرسة"، وفق تعبيرها. 

خالد الحداد، سائق باص متعاقد مع إحدى المدارس الكبرى في بيروت، لم يستطع حتى الآن تسعير بدل النقل بانتظار ما سيحلّ بأزمة المحروقات، و"البنزين في باصه سينفد بعد يومين ومحطات البنزين مقفلة، وحالياً نفرّغ البنزين من باص إلى آخر لنتمكّن من العمل"، وفق قوله. ويشير إلى أنّه حتى الآن، الأهالي يسجّلون أولادهم في الباص ولو دون تحديد السعر بعد.
 
في السياق نفسه، يفيد وليد عاقوري، أحد أصحاب شركة "عاقوري" للنقل، والموكَلة نقل الطلاب من قبل مدارس عديدة منها Well spring و Nazarette، أنّ "كلفة النقل هذا العام زادت كثيراً، نظراً الى ارتفاع أسعار المحروقات، ويختلف السعر وفقاً للمناطق، وإذا ما كان التوصيل ذهاباً وإياباً، وغيرها من العوامل".

ووضع عاقوري التسعيرة على أساس المحروقات غير المدعومة، إذ يكلّف طنّ المازوت 600 دولار. وبلّغ الأهالي بعدم رفع أسعار النقل عندما يُعلَن عن رفع الدعم. وتبدأ الأسعار من حوالى 8 ملايين ليرة للطالب.
 
وعن إقبال الأهالي على تسجيل أولادهم في الباصات بهذه الأسعار، يفيد عاقوري أنّ "عدد الأهالي الذين يسجّلون أولادهم في الباصات هائل، خصوصاً وأنّهم يطمئنّون أنّ السعر لن يرتفع، إلى جانب ارتفاع سعر بدل التاكسي لتوصيل الطلاب صباحاً وبعد الظهر، لذلك فإنّ تسجيل الطالب في الباص بات أرخص من التاكسي".

أمّا في مدرسة الـ"Rawdah High School"، فكلفة نقل الطالب عبر الباص هي 10 ملايين ليرة ونصف للسنة كلّها لمَن هم ضمن بيروت، ويرتفع للطلاب الذين يسكنون خارجها. هذا ما يورده أحد المسؤولين في قسم المحاسبة في المدرسة. وحالياً، لم يبدأ العام الدراسي بعد في المدرسة، وتقوم الإدارة بإحصاء عدد الطلاب الذين يودّون التسجيل في الباص لتحسم أمرها بتوفير النقل للطلاب بالباص أم لا. 
 
وفي مدرسة الـ"Besançon"، بلغت كلفة نقل الباص 650 ألف ليرة شهرياً داخل بيروت، و750 ألف ليرة خارجها، وهذا الرقم غير قابل للارتفاع، فهو تحدّد على أساس المحروقات غير المدعومة، بحسب المسؤول عن نقل الباص في المدرسة. 

ويقول حسن منصور، سائق باص في مدرسة الـ "Lycée National" أنّ كلفة نقل الباص هي حوالى مليوني ونصف المليون ليرة للطالب. ويعتقد أنّ عدد الطلاب المسجلين في الباص سيزيد لأنّ البنزين غير متوفّر لكي ينقل الأهالي أولادهم بأنفسهم، وكلفة النقل بالسيارة باتت أعلى بكثير من كلفة النقل بالباص. والسعر المذكور هو السعر الحالي وقبل رفع الدعم عن المحروقات، أي أنّه سيرتفع لاحقاً، وقد أبلغت الإدارة الأهالي بأنّ هذا السعر قابل للزيادة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم