الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

بالصور والفيديو- حملوا أوجاعهم وحطّموا تابوت الموت... مرضى السرطان: بدنا الدوا!

المصدر: "النهار"
تحطيم نعش خشبيّ خلال الوقفة في خطوة رمزيّة تُحاكي الصراع مع المحنة (نبيل إسماعيل).
تحطيم نعش خشبيّ خلال الوقفة في خطوة رمزيّة تُحاكي الصراع مع المحنة (نبيل إسماعيل).
A+ A-
"يلّي تحمّل الكيماوي بعروقو مش رح يدوب تحت الشتي". هكذا أرادت جمعية "برباره نصار" إحياء اليوم العالمي لمرضى السرطان، فتحدّى أعضاؤها والمرضى والأصدقاء الأمطار والبرد، تماماً كتحدّي المرض والألم، وأطلقوا صرخة مدوّية من ساحة ساسين في الأشرفية بوجه التقاعس والإهمال واحتكار الأدوية.

بدأت الأزمة في كانون الأول 2016، يوم انقطعت بعض أدوية السرطان بشكل كلّي في مركز الكرنتينا. وتكرّرت المأساة في العام 2017، حين شهدنا انقطاعاً زمنياً في تأمين الأدوية بسبب بعض الإجراءات المتّخذة في الوزارة. والأمر ينسحب على يومنا هذا في ظلّ انهيار اقتصادي يظلّل القطاعات الصحية والاجتماعية.

في ساحة ساسين، شهادات وحكايات مؤرقة رواها من صارع أخبث الأمراض، وحطّم المرضى نعشاً خشبياً في خطوة رمزيّة تُحاكي الصراع مع المحنة.
 
 
(نبيل إسماعيل)
 
واعتبر رئيس الجمعية هاني نصار أنّ "مرض السرطان لا يعرف طائفة ولا يفرق بين الناس، كما أنتم تفرقون. ولذا، نحن مجبرون على توحيد جهودنا في لبنان لإيجاد حل جذري لمشكلتنا، فوزير الصحة العامة وحده لا يستطيع أن يقوم بشيء، وكذلك مصرف لبنان".

وأشار إلى أنّ "الحكومة هي صاحبة القرار"، مطالبا بـ"وضع خطة وميزانية سنوية تؤمن علاجات مرضى السرطان وبقية الأمراض المستعصية من دون انقطاع"، وقال: "نحن لا نلعب، فعلاجنا يحتاج إلى استمرارية، فإذا تابعنا العلاج نعيش، وإذا لا نموت، نحن نريد أن نعيش، وأنتم تقتلوننا".
 
(حسن عسل)
 
ودعا إلى "وقف السوق السوداء في تجارة الأدوية"، مطالباً بـ"دعم الصناعة اللبنانية الأدوية العادية والأمراض المزمنة، التي تخفض فاتورة الدولة على استيراد الأدوية"، وقال: "إن اعتماد الأدوية الجينيريك تخفف كثيرا من فاتورة الدواء".
 
وأضاف: "نحن مرضى السرطان نرفض أن نكون فئران تجارب لصفقات مشبوهة، فيكفي أن تستمعوا إلى أهل الاختصاص في هذا الموضوع، وتحل نصف مشاكلنا".
 
وتابع: "بالنسبة إلى المستشفيات، قسم كبير منها يتاجر فينا ويستغل وجعنا ويبتز مريض السرطان، في حجة الأزمة الاقتصادية وانقطاع الأدوية، فكيف يمكننا أن ندفع 4 و5 ملايين ليرة لكل جلسة علاج، على نصف نهار؟ والبعض منا يحتاج إلى 3 جلسات علاج كل شهر. لماذا  فرق الأسعار بين مستشفى وآخر، إذ يصل في بعض الأوقات إلى الملايين للعلاج ذاته؟ وإضافة إلى ذلك، كيف يمكن أن يدفع المريض 70 مليون ليرة لعلاج الأشعة؟ فحوصاتنا الضرورية لا نجريها لأن كل صورة تكلف معاشات العائلة كلها".
 
(نبيل إسماعيل)
 
ولفت إلى أن "الجهات الضامنة أوقفت الرقابة على المستشفيات لأنها مقصرة في حقها"، وقال: "لقد صدر قرار منذ سنة 2016 من مجلس إدارة صندوق الضمان الإجتماعي لتغطية نفقات علاج مرضى السرطان 100 في المئة، ولغاية اليوم لا يزال في جوارير مجلس الوزراء. كل الجهات الضامنة اليوم غائبة عن مريض السرطان، حتى الجيش الذي لم يقصر يوما، قسم كبير من مرضاه متروك من دون دواء".
 
وسأل: "ما الذي يمنع عرض ستوكات الأدوية الموجودة في مستودع الكرنتينا أونلاين؟ وبأي حق يقال للمرضى الذين من المفترض أن يحصلوا على دوائهم كل شهر، إذا توافر الدواء تتسلموه كل 40 يوما، فأنتم  تتلاعبون بحياة المرضى". 
 
وتوجه إلى الجهات المانحة والمغتربين اللبنانيين بالقول: "إذا أردتم تقديم الدعم مباشرة إلى مريض السرطان من ابن 18 سنة وما فوق ليكمل علاجه بكرامة، فجمعية بربارة نصار هي مرجع للمرضى البالغين في لبنان ومن دون أي تفرقة، تاريخنا يشهد علينا، ونحن مستعدون للتعاون حتى تصل مساعداتكم إلى المريض بكل شفافية".
 
وختم: "لا استطيع إلا أن أوجه تحية لروح برباره نصار، التي عرفت كيف تعيش المرض ببطولة. لقد جمعت لبنان وزارت كل ضيعه سنة 2011 برحلة العلم اللبناني حتى تشجع كل مريض ليكون أقوى من خوفه، وصارت رمزا وأملا له. بربارة لم تقبل بمغادرة هذه الحياة، قبل أن تؤسس جمعية تجمع فيها كل مرضى سرطان لبنان لتزرع الفرح والأمل في حياتهم وتطالب بحقوقهم. في مثل هذا اليوم في اليوم العالمي لمرضى السرطان، سنة 2014 أسست بربارة الجمعية، ونحن على الوعد باقون".
 
(نبيل إسماعيل)
 
 
 
(نبيل إسماعيل)
 
(نبيل إسماعيل)
 
 
(نبيل إسماعيل)
 
(نبيل إسماعيل)
 
 
(حسن عسل)

(حسن عسل)

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم