أسعار المحروقات تحلّق والارتفاع مستمر ... وتخوّف من تبعات رفع الدعم

 

إرتفاعات جنونية تسجلها اسعار المشتقات النفطية في لبنان منذ اسابيع، إذ تخطى سعر صفيحة البنزين 32 الف ليرة وصفيحة المازوت 20 الفا وسعر قارورة الغاز زنة 10 كلغ الـ 24 الفا. في التفاصيل، واصلت أسعار المشتقات النفطية الارتفاع هذا الاسبوع، حيث وصل سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان الى 31200 ليرة و98 اوكتان 32200 ليرة. أما سعر صفيحة المازوت فوصل سعرها الى 20600 ليرة. كما سجل سعر قارورة الغاز 10 كلغ 24400 ليرة. هذه المكاسب تعيد طرح أسئلة حول آلية رفع الدعم عن المحروقات، وأي سيناريوات قد تحملها بالنسبة الى الأسعار التي قد تصل الى مستويات جنونية في حال عدم إيجاد الحلول المناسبة للتعويض، خصوصا في ظل ما يحكى عن سيناريوات لرفع الدعم يلحظ عدد منها رفعا كاملا للدعم عن المحروقات. 

في عملية حسابية، يكون سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان قد ارتفع من 4 تشرين الثاني 2020 حتى اليوم 7700 ليرة من 23500 الى 31200 فيما ارتفع سعر صفيحة البنزين 98 اوكتان من 24 الف ليرة الى 32200 ليرة بزيادة 8200 ليرة. أما سعر صفيحة المازوت فقد ارتفع من 20 أيار 2020 حتى اليوم من 8700 ليرة الى 20600 ليرة اي بزيادة 11900 ليرة، وارتفع سعر قارورة الغاز 10 كلغ من 10500 ليرة في 15 نيسان 2020 الى 24400 ليرة حاليا بزيادة وصلت الى 13900 ليرة. ولا بد من الاشارة الى ان جعالة محطات المحروقات، أي ربحها، على كل صفيحة بنزين وصلت الى ما يقارب 1900 ليرة، فيما تصل هذه الجعالة على صفيحة المازوت الى 700 ليرة تقريبا، ويضاف ايضا جعالة الشركات وتقارب 300 ليرة، في حين يتخطى إجمالي الرسوم والضرائب التي تجبيها خزينة الدولة عن كل صفيحة بنزين الـ 9000 ليرة، وتشير التوقعات الى استمرار ارتفاع اسعار المشتقات النفطية في لبنان في الاسابيع الثلاثة المقبلة.

ما هي أبرز الاسباب؟

من أبرز الاسباب التي دفعت أسعار المحروقات الى الإرتفاع في لبنان خلال الفترة الاخيرة، هي الارتفاعات الكبيرة التي سُجلت في سعر برميل النفط عالميا، والذي ارتفع من نحو 39 دولارا مطلع تشرين الثاني 2020 الى حوالى 64 دولارا حاليا. وفي نظرة الى تطور سعر برميل خام "برنت" الذي يتم على اساسه إحتساب سعر المحروقات في لبنان، فقد إرتفع سعر البرميل من 52 دولارا تقريبا مطلع العام الحالي الى ما يقارب 64 دولارا حاليا. أما بالنسبة الى اهم العوامل التي دفعت أسعار النفط عالميا الى الإرتفاع فهي عديدة، ومنها الآمال المتعلقة بنتائج إنطلاق حملات التلقيح عالميا لمواجهة فيروس كورونا وما يؤدي الى  إعادة تحفيز الطلب العالمي على النفط والتفاؤل حيال المفاوضات لإقرار حزمة التحفيز الأميركية التي قدمها الرئيس جو بايدن لمواجهة تبعات فيروس كورونا وقيمتها 1.9 تريليون دولار، اضافة الى عودة التوترات شرق المتوسط وتحديدا إستمرار استهداف الحوثيين للأراضي السعودية بطائرات مسيّرة ما يبقي الخوف حيال تعطل الامدادات في المنطقة. ومن الاسباب التي عززت ايضا اسعار النفط عالميا، تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بسبب موجة الطقس البارد في الايام الماضية، حيث تراجع الإنتاج بمقدار 3.5 ملايين برميل يوميًا أو أكثر، وأيضا مع إستمرار منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك" وحلفائها بتنفيذ تخفيضات المعروض من الخام في الاسواق العالمية توازيا مع إعلان السعودية تخفيضات إضافية وطوعية  في إنتاجها النفطي في حدود مليون برميل يوميا في شهري شباط وآذار 2021.