الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

تداعيات الحرب الأوكرانية تخيّم على اقتصاد العالم... وبعدان للعقوبات على روسيا

المصدر: "أ ف ب"
دمار في أوكرانيا جرّاء الحرب (أ ف ب).
دمار في أوكرانيا جرّاء الحرب (أ ف ب).
A+ A-
أكّدت رئيسة قسم الاقتصاد في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بياتا جافورسيك، أنه سيكون للحرب في أوكرانيا عواقب وخيمة على أوروبا الشرقية والعالم لناحية الطاقة، والزراعة، والتضخم، والفقر... ومن المرجح حدوث تباطؤ في النمو العالمي، وذلك في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"

ورداً على سؤال حول كلفة إعادة بناء أوكرانيا، أشارت جافورسيك إلى أنّ "الأمر مرتبط بمدة الحرب (المستمرة منذ ثلاثة أسابيع). ولا زالت أجزاء كبيرة من البلاد تعمل مثل البنى التحتية، والنظام المصرفي، والشركات. من جهتها، تحدّثت الحكومة الأوكرانية عن كلفة 100 مليار دولار ثمن البنى التحتية والمباني التي دمرت. يعادل ذلك ثلثي إجمالي الناتج المحلي ويدل على أن الكلفة الاقتصادية ستكون كبيرة حتى لو كان من السابق لأوانه إعطاء أرقام". 

ولفتت إلى أن "صندوق النقد الدولي قدّر أن إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا سينكمش بنحو 10 بالمئة على الأقل في عام 2022". 
 
 

كما اعتبرت أن "استمرار الصراع في أوكرانيا يعيق التنمية المرتبطة باستقرار البلاد، وبالتالي بالاتفاق الذي سيتم التوصل إليه لحل النزاع، وكذلك بالمساعدات وباستثمارات الدول الأخرى. وأوكرانيا موقعة لاتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. هذا يعني أن لديها إمكانية الوصول إلى السوق الأوروبية (الواسعة). ويمكن أن يؤدي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (الذي أصدر ملياري يورو كمساعدات طارئة لأوكرانيا) دوراً في الاستثمار المشترك في القطاع الخاص".

أما وبالنسبة لتأثير تدفّق اللاجئين على الدول المجاورة، فقد أشارت إلى أنّ "إذا استمر النزاع، فقد يصل عدد اللاجئين إلى ستة ملايين شخص. إنه عدد هائل ويصعب على البلدان المضيفة إدارته. ولكن في بداية الخريف، كانت أسواق العمل في وسط أوروبا ناشطة والبطالة فيها منخفضة جدا (ما قد يسهل اندماج اللاجئين الأوكرانيين)".

كما ذكرت أنّ "للعقوبات على روسيا بعدين. فعلى الأمد القصير، ستنتج عنها تكاليف عبر خسارة التجارة الدولية، وفقدان ثقة المستهلك، وانخفاض قيمة الروبل. كما ستتضرّر سمعة روسيا كوجهة استثمارية في حال بات يُنظر إليها بعد انتهاء الصراع على أنها وجهة محفوفة بالمخاطر، وإذا حصلت عمليات تأميم، بحسب تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأضافت: "في حال استمرت العقوبات على صادرات المنتجات عالية التقنيات، نفقد الوصول إلى المعرفة الآتية من هذه السلع، ما قد يؤثر سلباً على حركة العلماء والطلاب من وإلى روسيا".

لكن التداعيات لن تقتصر على روسيا، بل ستطال الاقتصاد العالمي، وفي هذا السياق، قالت: "تطال تداعيات الصراع جميع أنحاء العالم، ولن تكون عواقبه محسوسة هذا العام فحسب، بل تمتد إلى العام المقبل على الأقل. تساهم روسيا وأوكرانيا بـ 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية. ولم يبع المزارعون الأوكرانيون بعد محصولهم للعام الماضي. تعطلت الشحنات عبر البحر الأسود، والأهم أنّ المزارعين الأوكرانيين لم يزرعوا البذور بعد". 
 

وتابعت: "إلى ذلك، روسيا وبيلاروس منتجان للأمونيا والبوتاس، وهما من مكونات الأسمدة. لذا فإن أسعار الأسمدة آخذة في الارتفاع، ما يؤثر على المزارعين في آسيا والولايات المتحدة. وإلى ذلك، يُصدَّر النيكل والنحاس والبلاتين والبلاديوم من المنطقة، وهي مكونات تستخدم في الطاقات المتجددة (ترتفع أسعارها منذ بداية الصراع بسبب تهديد الإمداد)". 
 

كما ذكرت أن "سعر الغاز بلغ مستويات قياسية في أوروبا وأسعار النفط مرتفعة للغاية، ما يجعل الفحم رخيصاً نسبياً، وبالتالي قد تنخفض حوافز وقف استخدامه (وهو مسبب للتلوث)".
 
وختمت حديثها لافتةً إلى أن "كل ذلك سيؤدّي إلى تسريع وتيرة التضخّم، مع عواقب كبيرة على البلدان الأكثر فقراً، وتداعيات على الفقر والاستقرار السياسي. وتجبر زيادة معدلات التضخم البنوك المركزية على الاستجابة عن طريق رفع أسعار الفائدة (وبدأ البعض بفعل ذلك) ما يسيء لنمو الاقتصاد العالمي. ومن المحتمل حدوث تباطؤ".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم