الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

الكربون الأسود آفة مناخية للقطب الشمالي... يسرّع ذوبان الجليد ويهدّد الأرض

المصدر: النهار
A+ A-
 
يترسب الكربون الأسود على الغطاء الجليدي في القطب الشمالي، بما يساهم في تسريع ذوبانه، الأمر الذي يؤثر على بقية الكرة الأرضية من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويطلق مصطلح الكربون الأسود على الجسيمات الملوثة التي تنشأ خصوصاً من زيت الوقود الثقيل الذي تستخدمه السفن، لكنها ليست السبب الوحيد. 
ودعت كبيرة مستشاري منظمة "كلين أركتيك الاينس" غير الحكومية، شآن بريور، أعضاء المنظمة البحرية الدولية مع بداية دورة اجتماعاتهم أمس الخميس إلى إصدار تشريعات حول هذا الموضوع. 
على أن السفن ليست السبب الوحيد في ذلك، وإن كانت الصلة قائمة بين حركة النقل البحري والكربون الأسود؟ 
تستخدم السفن عموماً الوقود الأرخص والأكثر تلويثًا المستخرج من تكرير البترول وهو زيت الوقود الثقيل أو الفيول. 
عندما تحرق السفن زيت الوقود الثقيل تُنتِج جزيئات الكربون الأسود التي تنبعث في البيئة من أبخرة العوادم. ثم تستقر هذه الجزيئات على الثلج أو الجليد حيث تتسبب بتقليل انعكاس الشمس عن السطح ومن ثم يزداد امتصاص الحرارة ما يؤدي إلى تسارع ذوبان الجليد. 
ومع أنه ليس من غازات الاحتباس الحراري بالمعنى الدقيق للكلمة، غير أن الكربون الأسود يساهم في الاحترار العالمي بشري المنشأ، لا سيما في القطب الشمالي حيث يتضخم تأثيره بسبب وجود الثلج والجليد. 
لكن النقل البحري ليس المسؤول الوحيد عن ذلك، فجسيمات الكربون الأسود تنبعث أيضاً من قطاع الطاقة وكذلك من حرائق الغابات ومواقد الأخشاب. 
وللكربون الأسود تأثير سلبي كذلك على صحة الإنسان وهو مسؤول عن أمراض في الجهاز التنفسي ووفيات مبكرة.
لماذا من المهم معالجة انبعاثات الكربون الأسود في القطب الشمالي؟ عندما يسقط على الثلج أو الجليد، يؤثر الكربون الأسود على ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 7 إلى 10 مرات أكثر مما لو سقط على الأرض. 
ويمكن أن يُعزى حوالى 7 إلى 21% من تأثير النقل البحري على ظاهرة الاحتباس الحراري إلى الكربون الأسود، فيما يرتبط الباقي بانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. 
زادت انبعاثات الكربون الأسود من النقل البحري بالفعل بنسبة 85% بين العامين 2015 و2019. 
وستؤدي الزيادة في النقل البحري في المنطقة حيث أصبح أسهل بسبب الأضرار الأولى التي خلفها، أي ذوبان الجليد وفتح طرق بحرية، إلى زيادة انبعاثات الكربون الأسود وتسريع تلك الحلقة المفرغة.
ما الذي يمكن أن تفعله المنظمة البحرية الدولية؟
الحل بسيط، من خلال تحفيز قطاع الشحن على استخدام الوقود المقطر مثل الديزل أو الديزل البحري أو غيرها من مصادر الطاقة الأنظف، ستُخفض انبعاثات الكربون الأسود في القطب الشمالي على الفور بنسبة 44%. 
إضافة إلى ذلك، يجب أن يُطلب من السفن التي تستخدم الديزل أو الديزل البحري أيضاً تركيب واستخدام مرشِّحات الجسيمات. هذا سيقلل انبعاثات الكربون الأسود بأكثر من 90%. 
ومن خلال فرض تغيير الوقود المستخدم، يمكن أن تحقق المنظمة البحرية الدولية وكذلك قطاع الشحن نصراً سهلاً عبر حصول خفض كبير في انبعاثات الكربون الأسود في القطب الشمالي. 
وسيكون ذلك أيضًا بمثابة انتصار للمناخ على نطاق عالمي وللقطب الشمالي وللبشر الذين تعتمد سبل عيشهم على نظامه الإيكولوجي.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم