الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

روس موحّدون في الألم ومنقسمون حول تحميل أوكرانيا مسؤوليّة هجوم كروكوس

المصدر: أ ف ب
بوتين يضيء شمعة خلال زيارته كنيسة في مقر الإقامة نوفو-أوغاريوفو خارج موسكو (24 آذار 2024، أ ف ب).
بوتين يضيء شمعة خلال زيارته كنيسة في مقر الإقامة نوفو-أوغاريوفو خارج موسكو (24 آذار 2024، أ ف ب).
A+ A-
أكد روس في حالة صدمة جراء الهجوم الدامي على قاعة "كروكوس سيتي هول" اتحادهم في الألم، بينما تنقسم الآراء بشأن رواية الكرملين عن الوقائع واتهامه أوكرانيا بالضلوع في الهجوم.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي نفّذه مسلحون مساء الجمعة وأسفر عن مقتل 137 شخصاً. لكن لم يأتِ الكرملين على ذكر تبنّي التنظيم الهجوم، مشدّداً على أنّ المهاجمين وعددهم أربعة أوقفوا بينما كانوا في طريقهم إلى أوكرانيا، مشيراً بأصابع الاتهام إلى هذه الدولة التي تشنّ عليها روسيا هجوماً منذ شباط 2022.

ويرفض كثيرون التحدّث علنًا عن هذا الموضوع الحسّاس، في حين وافق فوميك علييف وهو طالب في مجال الطب يبلغ  22 عامًا على الكلام مؤكداً أنّ والديه مسلمان.

ورأى فوميك أنّ كييف سبق أن ارتكبت هجمات في إشارة إلى اغتيالات بالقنابل محدّدة الهدف تُعتبر أوكرانيا المشتبه به الرئيسي فيها، لكنه لفت أيضًا إلى أن طريقة تنفيذ الهجوم الجمعة توحي أنه من فعل مقاتلين إسلاميين.

وأكد الشاب أنه من رواد قاعة "كروكوس سيتي هول"، قائلاً "أعتقد أن وراء هذا العمل الإرهابي يقف إسلاميون متطرفون من تنظيم الدولة الإسلامية".

وتابع "ترتكب أوكرانيا أيضًا أعمالًا إرهابية، لكن هنا يُشبه الأمر أكثر ما يفعله الإسلاميون".

وأضاف "لا أؤمن برواية مشاركة أوكرانيا حتى بعد ما قاله الرئيس (بوتين)".

ورأى رغم هذا الاختلاف أنّ المأساة كانت عاملاً للوحدة.

وقال "مثل هذه الأحداث توحّد حتى نتمكن معاً من التغلب على العقبات".

وأضاف "لست متفاجئاً (بدعم الغربيين الذين دانوا الهجوم)، لا أحد يحب الإرهابيين".

- "لماذا؟" -
وأعربت روسلانا بارانوفسكايا، وهي محامية تبلغ 35 عاماً عن تأثرها الكبير، واغرورقت عيناها بالدموع قائلةً إنها ارتادت "في أحيان كثيرة" قاعة "كروكوس سيتي هول". وأكدت أنها في "حالة صدمة".

وتساءلت لماذا لم تتمكن السلطات الروسية التي لطالما أشادت بقوة أجهزتها الأمنية من منع هذه المأساة، بعدما حذّرت دول غربية موسكو ورعاياها في روسيا من احتمال وقوع هجوم.

وقالت باستياء "حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مواطنيهما، وهنا السؤال: لماذا لم تعرف أجهزتنا الخاصة أي شيء؟".

والثلثاء، قبل ثلاثة أيام من الهجوم، ندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحذيرات الولايات المتحدة "الاستفزازية" وبـ "الرغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره"، معتبراً أنّ واشنطن عدو وجودي.

وكررت واشنطن الأحد أنّ "تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم". وأضافت "أوكرانيا غير ضالعة على الإطلاق".

وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض "مطلع شهر آذار، تبادلت الحكومة الأميركية معلومات مع روسيا حول هجوم إرهابي مخطط له في موسكو".

وقالت بارانوفسكايا "لا أشعر بالأمان، لأن شخصًا ما قد يأتي ويقتلني، هذا أمر مخيف".

لكن آخرين يرون أنّ تورط كييف أمر محتمل، في حين تواصل السلطات الروسية تصوير أوكرانيا على أنها بقيادة "نازيين" أو تنفذ "هجمات إرهابية"، وذلك لتبرير الهجوم الذي شنّه الكرملين عليها في شباط 2022.

ورأى فاليري تشيرنوف (52 عاماً)، أنه عبر الهجوم على قاعة "كروكوس سيتي هول سيفهم الجميع أن الجبهة ليست فقط في جزء من روسيا، بل في كل أنحاء البلاد".

وأضاف "البعض لم يفهم أن هناك حرباً" وتساءل "من يقف وراء (المهاجمين)؟ أعداء روسيا وبوتين لزعزعة استقرار السلطة".

وقال "بشكل ملموس، من الممكن (أن تكون) أوكرانيا والدول الغربية. أنا لا أستبعد أي شيء. قد يكونون استخدموا تنظيم الدولة الإسلامية لصرف انتباه الرأي العام".

ويأمل تشيرنوف حالياً أنّ "يفهم المجتمع أنّ الحرب موجودة في كل ركن من أركان البلاد".

وأقرّ الكرملين هذا الأسبوع بأنّ روسيا في حالة "حرب" في أوكرانيا بعدما كان قد حظر استخدام الكلمة، مع تمسكه بمصطلح "عملية عسكرية خاصة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم