الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

شهباز شريف العائد رئيساً لوزراء باكستان مرشّح تسوية في زمن أزمة

المصدر: أ ف ب
شهباز شريف يتكلم خلال مؤتمر صحافي في لاهور (13 شباط 2024، أ ف ب).
شهباز شريف يتكلم خلال مؤتمر صحافي في لاهور (13 شباط 2024، أ ف ب).
A+ A-
حجز شهباز شريف الذي انتخب، الأحد، للمرة الثانية رئيسا لوزراء باكستان، لنفسه مكانا في واجهة الحياة السياسية كمرشح تسوية ملائم لتولي المهام في أوقات الأزمات.

يعود شريف (72 عاما) الى رئاسة الحكومة هذه المرة على رأس ائتلاف هشّ، يبعد من خلاله أنصار رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان الذين حصدوا أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الثامن من شباط الماضي.

وشهباز هو الشقيق الأصغر لنواز، رئيس الوزراء السابق وصاحب الشخصية والشعبية الأقوى بين الأخوين المتمتعين بباع طويل في الحياة السياسية.

تولى شهباز رئاسة الوزراء للمرة الأولى في 2022 على رأس ائتلاف هدف أيضا الى إبعاد عمران خان من السلطة.

ورئيس "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" المدعوم من الجيش، هو سياسي مخضرم قاد لسنوات حكومة ولاية البنجاب، الأكبر تعدادا سكانيا في البلاد، والمعقل الانتخابي لحزبه. وهو مسؤول صارم معروف بنوبات غضبه، غالبا ما يذكر أبيات قصائد ثورية في خطاباته وخلال تجمعاته العامة، ويصفه زملاؤه بأنه مدمن على العمل.

وحصدت الرابطة أكبر عدد من المقاعد لحزب واحد في الانتخابات التشريعية، لكنها فشلت في الحصول على غالبية صريحة في عملية الاقتراع التي شابتها اتهامات بتزوير واسع النطاق.

وعلى رغم تعرضهم لحملة قمع واسعة، حصد أنصار عمران خان في "حركة الإنصاف" التي يتزعمها، العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان، على رغم اضطرارهم لخوض الانتخابات كمستقلين.

الا أن هؤلاء لم يحققوا الغالبية الكافية لتولي الحكم، وينتظر أن يبقوا في صفوف المعارضة بينما يسعى شهباز شريف الى قيادة الائتلاف الذي يضم الرابطة الإسلامية وخصمها التاريخي حزب الشعب الباكستاني.

- إداري صارم -
إضافة الى إدارة الائتلاف ومواجهة التأثير السياسي لخان وأنصاره، سيكون شريف أمام تحديات اقتصادية وأمنية في ظل ركود النمو الاقتصادي وتزايد هجمات حركة طالبان الباكستانية ومجموعات انفصالية في بلوشستان.

وكان نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، المرشح الأمثل لقيادة الرابطة الإسلامية في الانتخابات. الا أن محللين يرون أن الخيار رسا في نهاية المطاف على شهباز انطلاقا من خبرته في إدارة الأزمات، على أن يبقى نواز صاحب الكلمة الفصل من خلف الكواليس.

وورث شهباز مع نواز شركة التعدين العائلية فيما كان رجل أعمال شابا، قبل انتخابه للمرة الأولى في جمعية ولاية البنجاب عام 1988.

وأشرف في منصبه على سلسلة من مشاريع البنى التحتية الضخمة من بينها أول شبكة حافلات سريعة تعرف بـ"متروباص" في باكستان.

وأبقى الموظفين في حالة تأهب دائمة بقيامه بزيارات مباغتة للمكاتب الحكومية.

غير أن منتقديه يشيرون إلى أنه لم يعالج المشكلات الأساسية في الولاية ولا سيما إصلاح الخدمة العامة والصحة والزراعة، وركز بالأحرى على مشاريع يمكنه توظيفها في الانتخابات مثل توزيع أجهزة كمبيوتر محمولة على الطلاب أو توفير النقل العام المجاني للعاطلين عن العمل.

- توقيف وشائعات -
وتورط شهباز في قضايا رشاوى وفساد، وهي اتهامات يقول أنصاره إنها كانت مدفوعة بالكيد السياسي من عمران خان.

وفي كانون الأول 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد حوالى عشرين عقارا يعود لشهباز شريف ونجله حمزة واتهمتهما بتبييض أموال.

وأوقف واعتقل في أيلول 2020، وبعد ستة أشهر أفرج عنه بكفالة بانتظار محاكمة ما زالت معلقة.

خلافا لشقيقه الأكبر الذي شهدت علاقاته مع معارضيه ومع العسكريين توترا، يعتبر شهباز شريف مفاوضا أكثر مرونة قادرا على عقد تسويات حتى مع أعدائه.

ويبقى الجيش أقوى مؤسسة في باكستان وقاد البلاد على مدى نصف تاريخها تقريبا، وهو لا يزال يمسك بالخيوط ولو أنه لم يعد هو في السلطة.

وقال شهباز شريف في تصريحات سابقة "ما زلت مناصرا كبيرا لتنسيق فعال بين إسلام آباد وروالبيندي" في إشارة إلى العاصمة الإدارية، والمقر العام المجاور للجيش.

وهو يبقى شعبيا رغم أنه تصدر مرارا الصحافة الصفراء بسبب زيجاته المتتالية وأملاكه العقارية الكثيرة التي تتضمن شققا فخمة في لندن ودبي.

وزواجه الأخير من الكاتبة تهمينة دوراني وضع حدا لمعظم الشائعات. ويُشار إلى أن دوراني، وهي ناشطة نسائية اكتسبت شهرة دولية بفضل كتابها "سيدي الإقطاعي"، حملت شهباز شريف على التعامل مع النساء بمزيد من الاحترام.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم