الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

انعدام ثقة ومياة سامة وكورونا... سكان فلينت الأميركيّة أمام تحدي التصويت في الانتخابات الرئاسيّة

المصدر: أ ف ب
إحضار صناديق التصويت إلى المبنى البلدي في فلينت (20 ت1 2020، أ ف ب).
إحضار صناديق التصويت إلى المبنى البلدي في فلينت (20 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
بعد الأزمات التي توالت عليهم في السنوات الماضية، من المياه السامة إلى ضربة موجعة تسببت بها جائحة كوفيد-19، لدى الناخبين في مدينة فلينت بولاية ميشيغان، حيث غالبية السكان من السود، كل الأسباب التي تبرر تشكيكهم في السياسيين مع حلول موعد الانتخابات.

لطالما كانت للمدينة سلسلة من النشاطات الاحتجاجية، ففيها نظم واحد من أول الإضرابات في الولايات المتحدة في مصانع شركة جنرال موتورز في الثلاثينيات، وفي الآونة الأخيرة، استضافت احتجاجات الشوارع المدافعة عن السود من قبل "بلاك لايفز ماتر".

ثم هناك "ووتر وريورز" من فلينت الذين كشفوا فضيحة تسمم بالرصاص في مواجهة تعنت وإنكار حكومي.

وفي عام 2016 مهد انخفاض عدد الأصوات في مجتمعات السود في الغرب الأوسط الصناعي وما ورائه الطريق للفوز المفاجئ للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

لذلك فإن السؤال الرئيسي للمدن ذات الغالبية الأميركية من أصول إفريقية مثل فلينت مع اقتراب يوم التصويت هو فيما إذا كان للناخبين السود دور أكبر وقول فصل هذه المرة.

من المؤكد أن الإقبال الكبير في أوساط السكان الذين يشعرون بالاشمئزاز إزاء تعامل الرئيس دونالد ترامب غير المتزن مع أزمة فيروس كورونا التي أصابت مجتمعاتهم، سيلعب بالتأكيد دورا لصالح المنافس الديموقراطي جو بايدن.

ويقول كينت كي، الباحث في الفروق العرقية والإثنية في جامعة ولاية ميشيغان، والذي فقد ثمانية من أفراد عائلته بسبب كوفيد -19، إن "أي شيء سيكون أفضل من إدارة ترامب للصحة".

واستذكر كذلك رفض ترامب إدانة المتعصبين للعرق الابيض والمتطرفين مثل رجال من ميشيغان أرادوا اختطاف الحاكمة الديمقراطية غريتشن ويتمير في مؤامرة أحبطتها السلطات هذا الشهر.

وقال كي "هذه الإدارة أعطت القوة للكثير من الجماعات المتطرفة"، ويضيف "لم أر (العنصرية) كما أراها الآن، تلعب بشكل علني وليس بالخفية، واضحة امامك".

لكن بايدن نفسه يواجه تساؤلات حول سجله، خاصة حشده لتشريع مجلس الشيوخ عام 1994 الذي تضمن عقوبات بالسجن لمدد طويلة للعديد من جرائم المخدرات غير العنيفة، ما أدى إلى تفاقم مشكلة السجن الجماعي.

وتعهد بايدن بإصلاح النظام، لكن البعض متشكك.

وتقول الناشطة جوجو فريمان، التي تفكر في ترك اسم الرئيس فارغًا على بطاقة اقتراعها، "لا أعرف ماذا سيقدمون مما ينبغي عليهم تقديمه للسكان الأميركيين من أصل إفريقي".

واضافت "لا أرى إجابة مع أي منهما".

 - بالتوازي مع ازمة المياه -
ما يعقد الأمور في فلينت هو استمرار انعدام الثقة بالسلطات في أعقاب التحويل المدمر لإمدادات المياه عام 2014 من بحيرة هورون في ديترويت إلى نهر فلينت.

نفّذت هذه الخطوة، التي جرى نقضها عام 2015، من قبل سلسلة من مدراء الطوارئ غير المنتخبين وبأمر من الحاكم الجمهوري ريك سنايدر، الذي تعهد بإدارة الحكومة مثل شركة.

وشهدت المدينة انكماشا كبيرا في قاعدتها الضريبية بعد أيام مجدها كمركز رئيسي لجنرال موتورز والشركات الأخرى.

ورفض سنايدر وإدارته الشكاوى المقدمة من أن المياه تتسبب بمرض للسكان، واعترفوا بالمشكلة فقط عندما أظهرت الاختبارات التي أجراها النشطاء والأطباء المحليون تعرضًا غير آمن للرصاص. ولا يزال كثيرون لا يثقون بصحة المياه.

وتقول الناشطة كلير مكلينتون إن "حكومتنا كذبت علينا"، وهي ترى أوجه تشابه كبير بين تصريحات سنايدر بشأن المياه وموقف ترامب من فيروس كورونا.

وتضيف "قيل لنا في فلينت إنّ الماء جيدة، ومع كوفيد-19 قيل لنا إن الأمر ليس بهذه الخطورة. في الحقيقة، إنها خدعة".

ودعمت مكلينتون بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، لكنها الآن تحث أصدقاءها على التصويت لصالح بايدن.

وآخر كان مؤيدا لساندرز، وهو كليوفوس موني، الذي صوت لساندرز عام 2016، سيدعم بايدن هذه المرة بسبب طريقة تعامل ترامب مع جائحة كوفيد-19 التي قتلت عددا من أقاربه وأجلت غير مرة خططه للزواج.

وقال موني الذي أشاد بمواقف نائب الرئيس السابق بشأن التعليم ورفع الضرائب على الأثرياء "آمل أن يتمكن بايدن من التمسك بأسلحته".

 وأضاف "إذا تبين انه الرجل الخطأ لهذا المنصب، فسنمر بأربع سنوات أخرى من الجحيم".

- الحاجة لرؤية نتائج -
فازت هيلاري كلينتون عام 2016 بفلينت بهامش كبير، لكنها حصلت على أصوات أقل بحوالي 8000 صوت مقارنة بباراك أوباما في عام 2012 وسط إقبال عام أقل. بينما فاز ترامب بولاية ميتشيغان بنحو 10700 صوت.

ويقول القس كريس مارتن، الذي يقود حملة "اخرج للتصويت" في فلينت إن "اللامبالاة بين الناخبين قوية جدًا جدًا".

وأضاف "نحن نبلي بلاءً حسنًا، لكن ذلك ليس بما يكفي، ولا ننظر إلى استطلاعات الرأي لأننا نظرنا إلى استطلاعات الرأي في المرة الماضية وصعقنا" في النهاية.

وتقول ديوان روبنسون قائدة مجموعة "بلاك لايفز ماتر" إن الناخبين الأصغر سنا مختلطون.

وتضيف انه في حين تم تحفيز البعض من قبل برامج الديمقراطيين ومرشحهم للرئاسة ونائبة الرئيس، يشكك البعض الآخر في تعهدات بايدن وزميلته المرشحة كامالا هاريس بشأن إصلاح الأحكام وتغييرات أخرى، مثل إلغاء تجريم الحشيش.

والتقت روبنسون، التي تعمل مع مارتن لزيادة الإقبال، بهاريس في وقت سابق من هذا الشهر بينما كانت تزور فلينت. وهاريس هي أول امرأة سوداء مرشحة لتكون نائبة للرئيس.

وقالت روبنسون لهاريس "يجب أن تكون لديك أجندة سوداء". وأضافت "إنها تعرف ذلك وتعمل على ذلك".

وترى انه "في نهاية المطاف، لا يزال الناس يريدون رؤية شيء ملموس، إذا قدمنا لك أصواتنا.. فسنحتاج ان نرى أداءك".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم