الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

محاكمة بشأن أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأميركي... اختبار لحدود حريّة التعبير

المصدر: أ ف ب
مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة (28 نيسان 2021، أ ف ب).
مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة (28 نيسان 2021، أ ف ب).
A+ A-
قضت هيئة محلفين في نيويورك، الأربعاء، بعد محاكمة استمرت أسبوعا أعادت النظر في أحداث الشغب التي وقعت في 6 كانون الثاني في مبنى الكابيتول، أن حرية التعبير قد تكون مقدسة في الولايات المتحدة. لكن الدعوة إلى قتل نواب أميركيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي غير قانونية.

واعتبرت المحاكمة الفدرالية، وهي الأولى المتعلقة باقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب الكونغرس، أنها اختبار لحدود حرية التعبير التي يحميها التعديل الأول للدستور الأميركي.

وبعد ثلاث ساعات فقط من مداولات هيئة المحلفين، دين برندن هانت (37 عاما) وهو موظف في محكمة ويستخدم الاسم المستعار "إكس-راي ألترا"، بالتهديد بقتل مسؤولين منتخبين، بمن فيهم زعيما الكونغرس الديموقراطيان نانسي بيلوسي وتشاك شومر وعضو الكونغرس التقدمية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.

ودين هانت بانه "تعمّد العرقلة والترهيب والتدخل" في تأديتهم واجباتهم الرسمية، وتحديدا خلال جلسة الكونغرس في 6 كانون الثاني التي عقدت للمصادقة على فوز جو بايدن في انتخابات تشرين الثاني الرئاسية.

كما اتهم هانت ب"اعتزامه الانتقام" بسبب تصويت أعضاء الهيئة الناخبة الذي أكد أن على ترامب مغادرة البيت الأبيض بعد ولاية واحدة فقط.

والتهم مرتبطة بمنشورات نشرها هانت على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعود تاريخ المنشور الأول إلى 6 كانون الاول ليدعو ترامب عبر فيسبوك إلى "إعدام بيلوسي وشومر وأوكاسيو-كورتيز وغيرهم علنا".

وكتب: "وإذا لم تفعلها سيقوم المواطنون بذلك".

في 8 كانون الثاني، بعد يومين من اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول لمحاولة وقف فرز الأصوات، نشر هانت مقطع فيديو مدته 88 ثانية على "بيتشوت" وهي منصة رائجة بين أعضاء اليمين المتطرف، بعنوان "اقتلوا أعضاء مجلس الشيوخ".

وقال فيه: "يجب أن نعود إلى مبنى الكابيتول عندما يكون جميع أعضاء مجلس الشيوخ والكثير من النواب هناك، وهذه المرة علينا أن نظهر بأسلحتنا".

وأضاف هانت مستخدما عددا من الشتائم: "سأذهب إلى هناك بنفسي وأطلق النار عليهم وأقتلهم".

وقال ناطق باسم الادعاء بعد صدور الحكم إن هيئة المحلفين وجدت هانت مذنبا بسبب الرسالة التي بعث بها عبر مقطع الفيديو.

وأوقف مكتب التحقيقات الفدرالي أكثر من 400 شخص على صلة بالعنف الذي وقع في 6 كانون الثاني، والذي وصفه بايدن بأنه "تمرد".

وبين آلاف المكالمات التي تلقوها، كان أحد المتصلين ينبههم إلى فيديو هانت.

هانت وهو نجل قاض متقاعد، يقول عن نفسه إنه ممثل وموسيقي وصحافي. ألقي القبض عليه في منزله في حي كوينز في نيويورك في 19 كانون الثاني، في اليوم السابق لتنصيب بايدن.

ولم تعثر الشرطة على أي أسلحة أو أدلة على تورطه أو تواصله مع أي جماعات متطرفة.

- تهديدات أم مجرد "هراء"؟ -
لم يقل المدعون إن هانت الذي قرأ كتاب "ماين كامف" (كفاحي) ودعا ترامب للاستيلاء على السلطة "مثل هتلر"، كان في واشنطن يوم 6 كانون الثاني أو حتى أنه كان ينوي الذهاب إلى هناك.

وركزت المحاكمة على ما إذا كانت تهديدات هانت خطيرة وما إذا كان يعتزم فعلا مهاجمة المسؤولين المنتخبين كما قال المدعون.

وقالت محامية هانت المعينة من المحكمة ليتيسيا أوليفيرا، إن الرسائل كانت مجرد "هراء"، كان لديه الحق في قول ما قاله بموجب الدستور الذي يحمي حرية التعبير.

وأوضحت أنه يجب ألا يؤخذ على محمل الجد نظرا إلى أن هانت اعترف بإدمانه الكحول وأن قناة الفيديو الخاصة به تضم 99 مشتركا فقط.

وقالت أوليفيرا خلال المحاكمة: "رغم أن (التصريحات) غير واقعية ومهينة، يحق له أن يقول هذه الأمور" مضيفة أن "لا أحد" أخذ المنشورات على محمل الجد وأن هانت أزال مقطع الفيديو الخاص به من المنصة في اليوم التالي.

وأشار المدعي العام ديفيد كيسلر في مرافعته الختامية الأربعاء إلى أن "التعديل الأول من الدستور لا يحمي" من يطلق تهديدات مماثلة.

وأضاف أن "الحكومة لا تحتاج إلى إثبات أن المتهم حاول القتل. التهديد هو الجريمة" حتى لو تم ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يكن موجها مباشرة إلى الأشخاص المستهدفين.

ووافقت هيئة المحلفين التي شاهدت مقطع فيديو للهجوم على مبنى الكابيتول واستمعت إلى شهادات أدلى بها شرطيون كانوا في الموقع يوم الاعتداء، مع الادعاء.

لكن خبراء يتوقعون الطعن في الحكم في بلد يعتبر فيه الدستور مقدسا.

وقال ديمتري شاخنيفيتش، أستاذ القانون الجنائي في جامعة نيويورك سيتي لوكالة فرانس برس: "عند الاستئناف، أنا متأكد من أن قضية حرية التعبير ستثار".

ويواجه هانت عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم