سوريا على وقْع التحركين

في مشهد درامي سوري، يظهر الممثل باسم ياخور عائدًا من عمله في حالة يرثى لها. جسد هزيل، ولون شاحب، وشعر مشعّث، تحاول زوجته معرفة سبب حالته، وسرعان ما تستنبط من "تأتأة" كلامه أن هناك زيادة في راتبه الحكومي؛ ينزل تأكيد الخبر كالصاعقة على الزوجة المثقلة بالهموم فتعجل بالعويل الذي يشاركها فيه إبنها. يثير هذا المشهد الدرامي الغرابة لكون الواقع يفرض في مثل حالة كهذه، أن يكون خبر زيادة الراتب خبرًا مفرحًا لا محزنًا. إلا أنه بالنسبة إلى السوري أصبح من المتعارف عليه، أن زيادة الحكومة رواتب موظفيها، يقابلها ارتفاع جنوني في أسعار السلع الرئيسية وتضخم مفرط ومفاقمة المشكلات الاقتصادية القائمة. ففي شهر آب الماضي، أصدرت الحكومة قرارًا بزيادة راتب الموظف الحكومي 100% ليلحق به قرار بخفض دعم الوقود، الأمر الذي نتج عنه زيادة في أسعار النقل العام والمحروقات بشكل كبير.وكان موقع "مودرن ديبلوماسي" الأميركي قد ذكر أن التوترات تصاعدت في جنوب سوريا خلال هذا الأسبوع في أعقاب تظاهر السوريين بأعداد غير مسبوقة منذ عام 2011 في مدينة السويداء، احتجاجًا على تدهور الظروف المعيشية وهتافاتهم ضد الرئيس السوري، مشيرًا إلى احتمال تهديد قبضته على السلطة. يعاني الشعب السوري من أزمة معيشية خانقة، الأمر الذي دفع ببعض المحافظات إلى القيام...