السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الارتفاع الحادّ في حرارة المحيط الأطلسي يهدّد قطاع الصيد في أيرلندا

المصدر: "النهار"
شرائح سمك الأسقمري في كيليبيغ غرب إيرلندا. (أ ف ب)
شرائح سمك الأسقمري في كيليبيغ غرب إيرلندا. (أ ف ب)
A+ A-
عندما أنهى داراغ ماكغينيس دراسته، كان يرغب في الانضمام إلى أحد طواقم صيد الأسماك... لكن في ظل ارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلسي، بات الشاب الايرلندي البالغ 23 عاماً يخشى اختفاء هذا النشاط الذي يشكّل مصدر دخل لعائلته منذ أجيال.
 
ويقول ماكغينيس لوكالة فرانس برس من قمرة قيادة "اتلانتيك تشالنج" الراسية في ميناء كيليبيغ في شمال غرب ايرلندان "إن ارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلسي مشكلة كبيرة، وقد يتسبب في إنهاء قطاع الصيد أقلّه في أيرلندا".
 
وتسبب الارتفاع الكبير في درجة حرارة النصف الشمالي من المحيط الأطلسي هذا الصيف بزيادة الضغط على قطاع يواجه صعوبات أصلاً، وزاد المخاوف من حدوث تغييرات في هجرة الأسماك مع احتمال توجّه بعض الأنواع شمالاً باتجاه مياه أكثر برودة. وفي حال حصل ذلك، سيكون بمثابة ضربة قاضية للقطاع.
وفي أواخر تموز الماضي، شهدت مياه النصف الشمالي من المحيط الأطلسي متوسط درجة حرارة لم يُسجّل في السابق، مع درجة حرارة قياسية للمياه السطحية بلغت 24,9 درجة مئوية، وفق الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.
 
ويتولى فريق "ذي اتلانتيك تشالنج"، على غرار طواقم سفن كثيرة في كيليبيغ، اصطياد سمك الغبر المتوسط والإسقمري، وهما نوعان يحظيان بأهمية كبيرة في الأسواق العالمية، ثم يعود القارب إلى الميناء بعد يوم أو يومين من الصيد لكي تبقى المنتجات طازجة.
 
ويقول ماكغينيس "إذا ذهبنا بعيداً، أي إلى الشمال، فلن يكون من الممكن العودة إلى كيليبيغ" مع أسماك طازجة.
 
ويؤكد مدير منظمة "كيليبيغ" للصيادين شون أودونويو أنّ التغير المناخي يحمل "تأثيراً كبيراً" على مخزون الأسماك البيضاء كسمك القد الذي يفضّل المياه الباردة.
ويخشى أودونويو أن يكون انتقال أنواع من الأسماك كالقد وغبر المتوسط والرنكة إلى الشمال "مسألة وقت". ويقول "إذا استمر الارتفاع في درجة حرارة المياه ... فسينخفض عدد الأسماك في شكل كبير".
 
ويلاحظ أن الصيادين الايسلنديين يصطادون كميات أكبر من سمك الإسقمري، بينما يصطاد أعضاء منظمته المزيد من أنواع أخرى كالأنشوجة والسردين الموجودة عادة في المياه الجنوبية الأكثر دفئاً.
 
وتبعث درجات الحرارة المسجلة في تموز الماضي بقلق كبير لأنّ المحيط الأطلسي عادةً ما يسجّل أعلى درجة حرارة في أيلول.
 
وفي حزيران الماضي، رصدت الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي موجة حرّ بحرية "حادة" قبالة أيرلندا والمملكة المتحدة.
 
وفي الشهر الراهن، سُجّلت درجات حرارة أعلى مما تشهده فصول الصيف عادةً بـ4 إلى 5 درجات قبالة الساحل الايرلندي، على قول غلين نولان الذي يرأس هيئة علم المحيطات والمناخ في المعهد البحري الإيرلندي.
 
وقال، "سُجلت درجات حرارة عالية جداً وصلت إلى 24,5 درجة مئوية في خلجان مقاطعة غالواي" (غرب)، مضيفاً، "أتت أكثر بكثير مما نتوقّعه في العادة".
ويتطلع نولان إلى نشر دراسة قريباً تعزو ارتفاع درجات الحرارة في حزيران وتموز إلى التغير المناخي.
 
ويؤكد غلين نولان أن درجات الحرارة الحادة تحدث تغيرات على مستوى هجرة الأسماك، مشيراً إلى أن تكاثر الطحالب في المياه الدافئة بدأ يتسبب بـ"مشاكل للمحار والأسماك".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم