الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الميلاد في ظل كورونا...قداديس وتجمعات عائلية ضيقة البابا: نحتاج إلى التآخي أكثر من أي وقت مضى

المصدر: النهار
البابا فرنسيس-في الوسط- خلال ترؤسه قداس الميلاد في الفاتيكان الجمعة.   (أ ف ب)
البابا فرنسيس-في الوسط- خلال ترؤسه قداس الميلاد في الفاتيكان الجمعة. (أ ف ب)
A+ A-
 
من القداديس والتجمعات العائليّة الضيّقة إلى إلغاء الاحتفالات المعتادة، يعكس عيد الميلاد صورة عام 2020 الذي سادته المخاوف والقيود وظهر في ختامه بريق أمل مع وصول اللقاحات ضد كوفيد-19. 
اعتبر البابا فرنسيس في عظته في مناسبة عيد الميلاد التي ألقاها عبر الفيديو من القصر الرسولي، أن العالم "يحتاج إلى التآخي" أكثر من أي وقت مضى. 
وقال القائد الروحي لـ1,3 مليار كاثوليكي حول العالم: "في هذه اللحظة التاريخية التي تشهد أزمة بيئية واختلالات اقتصادية واجتماعية خطيرة فاقمتها جائحة فيروس كورونا، نحتاج إلى التآخي أكثر من أي وقت مضى".
 
ودعا البابا إلى التضامن "خصوصاً مع الناس الأكثر هشاشة والمرضى وجميع من وجدوا أنفسهم في هذه الفترة من دون عمل أو يواجهون صعوبة كبيرة نتيجة التداعيات الاقتصادية للجائحة، ومع النساء اللائي تعرضن إلى عنف منزلي خلال أشهر الحجر". 
 
وكان البابا قد أسف الخميس لأن كثيرا من المؤمنين "المتعطشين للترفيه والنجاح والدنيوية... في الأغلب يجهلون حسن المعاملة". وأضاف أن وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن الذين "يدفعون ثمن الحرب الباهظ"، يجب أن "تهزّ الضمائر".
 
وفي ما يتعلق باللقاحات ضد كوفيد-19، اعتبر البابا أن التوصل إليها يُظهر "أنوار رجاء"، مشيراً إلى أنه "كي تتمكن هذه الأنوار من أن تضيء وتحمل الرجاء للعالم كله، يجب أن تكون متاحة للجميع".
 
"لستم وحدكم" 
وفي كلمتها في مناسبة عيد الميلاد، حاولت الملكة إليزابيث الثانية بعث الأمل الحاضر "حتى في الليالي الأكثر قتامة"، خصوصاً وأن الفيروس أضر بشدة ببلدها حيث أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
 
وقالت الملكة البالغة 94 سنة:"بالنسبة لكثيرين، هذا العام مليء بالحزن، يبكي البعض على خسارة شخص عزيز، ويشتاق الأصدقاء والعائلات إلى بعضهم، في حين يرغبون في عيد الميلاد بعناق بسيط أو لمسة يد". وأردفت "إن كانت هذه حالتكم، فأنتم لستم وحدكم". 
 
واحتفل البابا فرنسيس كما كل عام بقداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في روما. لكن لم يحضر القداس سوى 200 مؤمن، وضعوا كمامات، وأغلبهم موظفون في دولة الفاتيكان. 
 
وبدت ساحة القديس بطرس التي تعج عادة بالناس في ليلة عيد الميلاد، مهجورة مساء الخميس، بينما زيّنتها شجرة عيد الميلاد وسط أضواء سيارات الشرطة. 
وفُرضت قيود جديدة لاحتواء الوباء الخميس تطّبق خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة في أنحاء إيطاليا، البلد الأكثر تضررا جرّاء فيروس كورونا المستجد في أوروبا وحيث تم تسجيل أكثر من مليوني إصابة ونحو 71 ألف وفاة منذ ظهر الوباء. 
 
حشود قليلة في بيت لحم 
وأما بيت لحم، فكانت تستعد لعيد ميلاد لا مثيل له في التاريخ الحديث.
ولطالما كان قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة المهد ذروة موسم الأعياد الذي يتوافد خلاله مئات الآلاف إلى المدينة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. 
وأقيم القدّاس عبر الإنترنت هذا العام، إذ لم يسمح إلا لرجال الدين وعدد محدود من الأفراد دخول الكنيسة التي تم تعقيمها قبيل المراسم.
 
وقال المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا :"يشعر الجميع بانهم في الظلمة وبالتعب والإرهاق وبأنهم مثقلون بهذا الوباء الذي ارتهن حيواتنا".
 
حجر خلال العطل 
وأجبرت ألمانيا على إلغاء أسواق عيد الميلاد الشهيرة لديها بينما أغلقت الكنائس في الكويت حتى العاشر من كانون الثاني.
في إسبانيا، لم يحل تفشي الفيروس دون تنظيم سباق السباحة "كوبا نادال" التقليدي في ميناء برشلونة. 
 
وفي القامشلي بشمال شرق سوريا، احتفل مئات سكان أحد الأحياء الذي تقطنه غالبية مسيحية بإضاءة شجرة الميلاد، وكان عدد من وضعوا قبعات العيد أكثر ممن وضعوا كمامة. 
 
في العراق، توقف باص يقلّ متطوّعين في قرقوش الواقعة في شمال البلاد لتزرع بعض الفرح في هذه المدينة المسيحية، التي أرهبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قبل ستة أعوام.
وحمل المتطوعون علبا كرتونية مليئة ببطاقات معايدة، تحمل رسائل مكتوبة باليد من أنحاء العراق.
وكُتب على إحدى البطاقات الموقعة في البصرة المدينة الساحلية الجنوبية، "تهاني خاصة لإخواننا المسيحيين".
 
وبالنسبة لكثيرين، سيتواصل الحجر، الذي كان أبرز سمات العام خلال عيد الميلاد وبعده، كما هو الحال في بلجيكا حيث لا يسمح للسكان باستقبال أكثر من زائر واحد. 
في الأثناء، انقطع البريطانيون عن أجزاء واسعة من العالم جرّاء ظهور سلالة جديدة من كوفيد-19.
 
وبينما تم تخفيف بعض القيود على السفر من المملكة المتحدة بشكل موقت في مناسبة العطل، لا يزال آلاف من مواطني دول أوروبية أخرى عالقين في انكلترا، كما أمضى الآلاف عيد الميلاد في ميناء دوفر.
 
بابا نويل يضع كمامة 
وطغت الجائحة على أجواء العيد في الولايات المتحدة أيضا، حيث سجلت خلال 24 ساعة 3300 وفاة وأكثر من 223 ألف إصابة خلال 24 ساعة.  
ونشر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب تهانيه بعيد الميلاد على تويتر،  من مقر إقامته في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا. 
 
وفي فيديو سجله رفقة زوجته ميلانيا، يحمل نبرة دينية قوية، أشاد ترامب ببدء حملة التطعيم ضد الفيروس التي تمثل بالنسبة له "معجزة عيد الميلاد". 
أما سانتا كلوز، فقد تلقى رخصة رسمية من وزارة الزراعة في فلوريدا للتنقل عبر أيائل الرنة. لكن عليه وضع كمامة خلال جولته، وفق الوزارة المسؤولة عن قطاع الحيوانات والماشية. وكان المختص البارز في علم المناعة الدكتور أنطوني فاوتشي قد قال مازحا الأسبوع الماضي، إنه توجه إلى القطب الشمالي لتلقيح الشخصية الشهيرة. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم