الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رخصُ صيد لتشجيع الرجال على تلقي لقاحات كورونا

المصدر: "النهار"
فجوة جندرية في تلقي اللقاح داخل الولايات المتحدة - الصورة عن "أ ب"
فجوة جندرية في تلقي اللقاح داخل الولايات المتحدة - الصورة عن "أ ب"
A+ A-

بعكس استطلاعات الرأي الأولية التي أظهرت تردداً أكبر لدى النساء الأميركيات في تلقي لقاحات "كورونا"، أظهرت الأرقام الرسمية الأخيرة فارقاً بين الجنسين في الحصول على اللقاحات لصالح النساء في الولايات المتحدة.

 

حاولت مراسلة الشؤون الجندرية والمرشحّة لنيل الدكتوراه في علم النفس التطبيقي أنجيليكا بوزيو شرح هذه الظاهرة عبر فرضيات عدة ناقشتها في موقع "فايف ثيرتي أيت".

 

حتى صباح الاثنين، ذكرت "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" أنّ عدد النساء اللواتي تلقين اللقاح فاق عدد الرجال بحوالي 9.5 مليون. تختلف هذه الفجوة الجندرية من ولاية إلى أخرى، لكن كمعدل عام، بلغت أقل بقليل من 10% خلال الشهر الماضي. والأسباب التي تفسر هذه الظاهرة المستمرة معقدة.

 

الفرضية الأولى: إمكانية الوصول المبكر إلى اللقاح

هي التفسير الأبسط للفجوة. ضِمنَ الأميركيين الأكثر تقدماً في السن، تطغى أعداد النساء على الرجال. يشير المكتب الأميركي للإحصاء إلى أن النساء يشكلن 55% من مجموع الراشدين الذين يبلغون من العمر 65 عاماً وما فوق. ويؤدي المنصب المهني دوره. ففي مجالي رعاية الأطفال والرعاية الصحية، تشكل النساء على التوالي 95% و 74% من العاملين في هذين القطاعين. تذكر الكاتبة أن هذا التفسير يبدو منطقياً، لكن هذه القيود الأولى حول من يستطيع الوصول إلى اللقاح قد زالت.

 

الفرضية الثانية: الذكورية التقليدية

ليس "كوفيد-19" المسألة الصحية الوحيدة التي يبدو فيها الرجال أقل مبادرة تجاهها. بالمقارنة مع النساء، يميل الرجال إلى رؤية الأطباء بنسبة أقل كما إلى الإدمان أكثر على المواد المضرة مثل الكحول والمخدرات. ويتناول الرجال كميات أقل من الفاكهة والألياف وهم أقل ميلاً لوضع الزيوت الواقية من الشمس، بالمقارنة أيضاً مع النساء.

 

وفقاً لمدير مركز الطب والصحة والمجتمع في جامعة فاندربيلت الدكتور جوناثان ميتزل، للرجال مدى حياة أقصر من النساء بسبب تراكم القرارات الصحية السلبية. ويقول: "الأمور التي تجعلك رجلاً ناجحاً، ولافتاً، وقوياً مرتبطة عكسياً بالصحة وطول العمر". والباحثون شبه مجمعين في تشديدهم على أن الذكورية التقليدية، أي أنّ على الرجل أن يكون معتمداً على نفسه، وقوياً جسدياً وصلباً عاطفياً، هي عامل مضاعف للمخاطر الصحية.

 

الفرضية الثالثة: السلوكيات الصحية الوقائية

تقول عالمة الاجتماع في جامعة كولورادو جينيفر رايخ إن النساء كنّ أكثر اعتياداً من الرجال على اتخاذ قرارات بشأن صحتهنّ وصحة عائلاتهنّ. واعتادت النساء على السعي للوصول إلى العناية الصحية وخصوصاً الإنجابية منذ سن مبكرة، مرة أو مرتين في السنة. بذلك، أصبحت النساء أكثر اهتماماً بالتفكير في تفادي المرض، بينما يصبح الرجال أكثر اعتناء بهذه المسألة بدءاً من الخمسينات. وتقول رايخ إنّ النساء يدركن أنّه إذا مرض أحد أفراد العائلة فسيصبحن مسؤولات عن العناية.

 

الفرضية الرابعة: الإيديولوجيا وقابلية تصديق المؤامرات

الحصول على موعد مع الطبيب أو عدم وضع واقٍ من الشمس غير مثير للجدل نسبياً. لكن تلقي اللقاح غير خال منه. وفقاً لاستطلاع رأي أجرته "مؤسسة عائلة كايزر"، قال 29% من الجمهوريين إنهم "حتماً لن يحصلوا" على اللقاح، بينما قال ذلك 5% من الديموقراطيين. ومن المرجح أكثر أن تقول النساء إنهن يملن صوب الديموقراطيين، ويميل الرجال أكثر لتعريف أنفسهم بأنهم جمهوريون أو مستقلون. ويخشى قسم كبير من المحافظين دور اللقاح في تسهيل صعود الاشتراكية كما كان هؤلاء أكثر ميلاً لاعتناق نظريات المؤامرة في بداية تفشي "كورونا" بالمقارنة مع النساء.

 

إغلاق الفجوة

بذلت ولايات أميركية جهداً لدفع الرجال أكثر نحو تلقي اللقاح فأطلقت مبادرات مثل إعطاء رخص صيد الأسماك والطيور وتقديم البيرة مجاناً وهي حوافز ترتبط ثقافياً بقوة بالذكورية التقليدية. وهنالك طرق جيدة أخرى لتشجيع الرجال على تلقي اللقاح مثل جعل المعلومات المرتبطة بـ"كورونا" متوفرة في أمكان معيّنة تثق بها فئة من الأميركيين مثل الكنائس ومحلات الحلاقة.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم