الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إثيوبيا: متمرّدو تيغراي يتعهدون "التزام وقف الأعمال العدائيّة" بعد ساعات على إعلان الحكومة "هدنة إنسانيّة مفتوحة"

المصدر: أ ف ب
صورة ارشيفية- مقاتلون من جبهة تحرير تيغراي الشعبية خلال الترحيب بهم في أحد شوارع ميكيلي، عاصمة منطقة تيغراي بإثيوبيا (29 حزيران 2021، ا ف ب).
صورة ارشيفية- مقاتلون من جبهة تحرير تيغراي الشعبية خلال الترحيب بهم في أحد شوارع ميكيلي، عاصمة منطقة تيغراي بإثيوبيا (29 حزيران 2021، ا ف ب).
A+ A-
تعهد المتمردون في إقليم تيغراي الذين يخوضون صراعا منذ 17 شهرا مع الجيش الإثيوبي، الجمعة احترام وقف إطلاق النار، بعد ساعات من إعلان الحكومة الإثيوبية "هدنة إنسانية مفتوحة".

وقال المتمردون في بيان صدر صباح الجمعة إن "حكومة تيغراي تلتزم تنفيذ وقف الأعمال العدائية بشكل فوري". ودعوا الحكومة الإثيوبية إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل الوصول غير المقيد إلى منطقة تيغراي" الواقعة في شمال إثيوبيا حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس "هدنة إنسانية مفتوحة" سارية بشكل فوري في تيغراي، مبدية أملها في الإسراع بإيصال المساعدات الطارئة الى المحتاجين في هذه المنطقة حيث لم تصل أي قافلة مساعدات إنسانية عن طريق البر منذ 15 كانون الأول.

وأوضح المتمردون أنهم عازمون على إنجاح وقف إطلاق النار معتبرين أن "ربط المسائل السياسية بالمسائل الإنسانية أمر غير مقبول"، لكنهم أكدوا أنهم "سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة".

تتواجه القوات الموالية للحكومة ومتمردو تيغراي في شمال اثيوبيا منذ ارسل رئيس الوزراء أبيي أحمد في تشرين الثاني الجيش الفدرالي لطرد السلطات المحلية التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تحتج على سلطته منذ أشهر.

ثم استعادت القوات المتمردة التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي في 2021 اقليم تيغراي وامتد النزاع منذ ذلك الحين الى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

- قوافل إنسانية عالقة -
تسبب النزاع الذي استمر 17 شهرا تقريبا بأزمة إنسانية خطرة في شمال اثيوبيا حيث يحتاج أكثر من تسعة ملايين شخص الى مساعدة إنسانية بحسب برنامج الأغذية العالمي.

في تيغراي، قدر برنامج الأغذية العالمي في كانون الثاني أن 4,6 ملايين شخص يمثلون 83 في المئة من سكان المنطقة البالغ عددهم حوالى ستة ملايين، يعانون "انعدام الأمن الغذائي" فيما يعاني مليونان "نقصا شديدا في الطعام".

ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع أيضا لحصار فعلي بحسب وصف الأمم المتحدة.

وقالت الوكالة الأممية إن النزاع حال "دون ايصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف كانون الأول".

وتعوق المعارك في منطقة عفر عبور قوافل المساعدات الغذائية والوقود على الطريق البري الوحيد الذي يربط بين سيميرا، عاصمة عفر، وميكيلي عاصمة تيغراي.

وتندد الأمم المتحدة ب"حصار إنساني فعلي" على تيغراي، تتبادل الحكومة والمتمردون الاتهامات بالمسؤولية عنه.

ويحاول ديبلوماسيون أجانب بقيادة أولوسيغون أوباسانجو، مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص للقرن الأفريقي، منذ أشهر تنظيم محادثات سلام، بدون إحراز تقدم ملموس.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت مبكر الجمعة إن واشنطن التي كان مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد في إثيوبيا هذا الأسبوع "تحض جميع الأطراف على الاستناد إلى إعلان الهدنة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار متفاوض عليه ودائم يشمل الترتيبات الأمنية الضرورية". 

- "اتجاه إيجابي" -
ورحّبت الولايات المتحدة والاتحادان الأوروبي والأفريقي والصين بالهدنة المعلنة.

ورأى سفير الاتحاد الأوروبي لدى إثيوبيا رولان كوبيا في "هذا الاقتراح (...) توجها إيجابيا للغاية". وكتب على تويتر "يبدو أن الطرفين متفقان. لنساعد في ايجاد سياق ملائم لحل دائم لإنهاء النزاع"، إذ يتساءل المراقبون ما إذا كانت هذه الهدنة ستؤدي إلى محادثات وسلام دائم ما زال يواجه الكثير من العقبات.

وجدّد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي الدعوة إلى "وقف إطلاق شامل بالتفاوض"، وحض مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى منطقة القرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو على مواصلة مساعي الوساطة التي يقودها لإطلاق محادثات سلام.

وعلى تويتر أكد وو بينغ المكلف ملف أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية أن بكين "ترحب بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها الحكومة الإثيوبية لضمان وصول المساعدات الإنسانية في تيغراي".

ويرى وليام دافيسون المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا أن "إيصال المساعدات بدون شروط أو قيود قد يساعد أيضا في بناء ثقة كافية لتمهيد الطريق أمام محادثات لوقف إطلاق النار، وفي نهاية المطاف، للحوار".

والجمعة أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "توزيع المواد الغذائية في تيغراي بلغ أدنى مستوى له منذ آذار 2021 مع نضوب شبه كامل لمخزون المواد الغذائية".

وأشار المكتب إلى أن 68 ألف شخص فقط، أي نحو واحد بالمئة من سكان المنطقة، تلقوا مساعدات بين 10 آذار و16 منه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم