السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحرب على كورونا لم تنتهِ... حذارِ سيناريو إنفلونزا 1918

المصدر: "النهار"
الأميركيون يواجهون الإنفلونزا الإسبانية، 1918 - "أ ب"
الأميركيون يواجهون الإنفلونزا الإسبانية، 1918 - "أ ب"
A+ A-

يتساءل العالم أجمع عن موعد الانتهاء من جائحة "كورونا" والعودة إلى الحياة الطبيعية. لكنّ الاستعجال في حرق المراحل، وإن يكن مفهوماً، يخاطر بتعريض البشرية إلى موجات متلاحقة من فيروس "كوفيد-19". والتاريخ يقدّم أمثولة مفيدة، حتى ولو كانت المقارنات غير متطابقة بشكل كامل.

 

المدير المساعد في مركز تاريخ الطب في جامعة ميشيغان جاي ألكسندر نافارو يحذّر في موقع "ذا كونفرسايشن" الأوسترالي من تكرار سيناريو الإنفلونزا الإسبانية سنة 1918. في ذلك الوقت، فرض المسؤولون الفيديراليون والمحليون في الولايات المتحدة إجراءات التباعد ومنعوا التجمعات وأغلقوا الحدود وفرضوا ارتداء الكمامات.

 

استجاب الأميركيون بامتثال واسع للإجراءات مع تسجيل حالات تردد واعتراض. لكن بمرور الوقت وتحول الأيام إلى أسابيع وأشهر، وجد الأميركيون صعوبة في تحمل نمط حياتهم الجديد.

 

كتب نافارو أنّه في أواخر خريف 1918، أي بعد أسابيع قليلة على فرض الإغلاق العام، بدت الجائحة وكأنها تقترب من النهاية مع انخفاض عدد الإصابات. ومع ازدياد الضغط الشعبي، شرعت الحكومات الفيديرالية والمحلية تخفف من الإجراءات. استعجل الأميركيون العودة إلى روتينهم اليومي فامتلأت قاعات الرقص ودور السينما والمتاجر والتجمعات العائلية.

 

حذّر المسؤولون من أنّ آثار الجائحة ستستمر لأشهر، لكن المسؤولية باتت تقع على الأفراد. كما كان متوقعاً، امتدت الجائحة وأطلت موجة ثالثة في ربيع 2019 ورابعة في شتاء 2020.

 

لكن الأميركيين كانوا معذورين منذ مئة عام، بحسب ما يوضحه نافارو. كانت الولايات المتحدة تريد الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الأولى التي حصدت أرواح الأميركيين أكثر مما فعلته الجائحة التي كانت جزءاً من مشهد صحي أوسع في بدايات القرن العشرين. فالأوبئة والآفات مثل الدفتيريا والحصبة والسل والتيفوئيد والسعال الديكي والحمى القرمزية والالتهاب الرئوي كانت تقتل عشرات الالآف من الأميركيين سنوياً.

 

ولم يكن سبب الإنفلونزا معروفاً كثيراً في ذلك الوقت ولا العلم الوبائي بشكل عام، فبقي خراء عدة مشككين بفاعلية إجراءات التباعد الاجتماعي. كذلك، لم تُطوَّر اللقاحات ضد الإنفلونزا إلا بعد 15 عاماً ولم تنتشر اللقاحات الآمنة والفعالة أمام عموم المواطنين قبل سنة 1945. لهذه الأسباب، تحمل الأميركيون القيود إلى أقصى حد ممكن.

 

ما يعلمه الخبراء اليوم من تاريخ الإنفلونزا الإسبانية ومن جائحة "كورونا" أنه من السابق لأوانه العودة إلى الروتين السابق. وللأميركيين اليوم فهمٌ أفضل لعلوم الفيروسات والأوبئة والتباعد الاجتماعي وارتداءات الكمامات إضافة إلى تمتعهم بلقاحات فعالة مع وتيرة تلقيح متسارعة.

 

ويحذّر نافارو من أن "كوفيد-19" أكثر قابلية للانتقال من الإنفلونزا في وقت تنتشر متحورات جديدة للفيروس حول العالم. إن الالتزام بهذه الإجراءات أو التغاضي عنها قد يعني، بحسب ما تعلمه العالم من الإنفلونزا الإسبانية، الفارق بين انتشار جديد للجائحة وبين اقترابها من النهاية.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم