الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التوتر بين الصين وأوستراليا يتجدّد بسبب الغاء اتفاق مشروع "طرق الحرير الجديدة"

المصدر: أ ف ب
أشخاص ينتظرون في مركز للتطعيم ضد كورونا في ملبورن (21 نيسان 2021، أ ف ب).
أشخاص ينتظرون في مركز للتطعيم ضد كورونا في ملبورن (21 نيسان 2021، أ ف ب).
A+ A-
هددت بيجينغ كانبيرا بالرد، الخميس، بعد الغاء اتفاق حول مشروع "طرق الحرير الجديدة"، معتبرة أنه يشكل "مساسا خطيرا" بالعلاقات الثنائية المتوترة بالفعل.

بدأت العلاقات الثنائية الأوسترالية الصينية تتدهور عام 2018 حين أقصت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة الصينية للاتصالات من مشروع مد شبكة إنترنت الجيل الخامس جي-5 وسط اتهامات بالتجسس وبشأن الوضع في هونغ كونغ وحول منشأ وباء كوفيد-19.

وفي أجواء التوتر هذه، أعلنت الحكومة الفدرالية الاوسترالية الأربعاء إنهاء اتفاق وقعته ولاية فكتوريا للانضمام إلى "طرق الحرير الجديدة". 

أطلق هذا المشروع في 2013 بمبادرة من الرئيس الصيني شي جينبينغ بهدف تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها من خلال بناء الموانئ والسكك الحديد والمطارات أو المجمعات الصناعية. 

وقال وزير الدفاع الاوسترالي بيتر داتون  لمحطة إذاعية: "لا يمكننا السماح بهذا النوع من الاتفاقات (...) لأنها تستخدم لأغراض دعائية".

ويأتي ذلك غداة إعلان وزيرة الخارجية الأوسترالية ماريز باين إلغاء الاتفاقات التي أبرمتها ولاية فكتوريا مع الصين في 2018 و2019، معتبرة أنها تتعارض مع السياسة الخارجية التي تنتهجها كانبيرا.

وبموجب الدستور الأوسترالي، فإن الحكومة الفدرالية مسؤولة عن الشؤون الخارجية والدفاع، في حين تعود مسؤولية قطاعات مثل الصحة والتربية إلى الولايات والمناطق.

- "تعسفية" -
قال رئيس الوزراء الأوسترالي سكوت موريسون إن هذه الخطوة تؤكد رغبة حكومته في انتهاج سياسة خارجية تهدف إلى خلق "عالم يبحث عن التوازن لصالح الحرية".

واعتبر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين في مؤتمر صحفي الخميس "أنه تدخل تعسفي في التعاون والمبادلات الطبيعية".

واضاف أن ذلك يشكل "مساسا خطيرا بالعلاقات الصينية الاوسترالية والثقة المتبادلة بين البلدين" مشيرا إلى أن "الجانب الصيني يحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية في هذا الصدد".

وأقرت كانبيرا العالم الماضي قوانين جديدة اعتُبرت موجهة ضد الصين، تسمح لها بإلغاء أي اتفاق بين ممثلي ولاية أوسترالية ودولة ثالثة ترى أنه يشكل خطرا على المصلحة الوطنية.

ويعد الاتفاق على مشروع "طرق الحرير الجديدة" هو الأول الذي يتم إلغاؤه، فيما يعتبر منتقدوه أنه يشكل وسيلة للصين لبسط نفوذها على الصعيد السياسي والاقتصادي.

رأى وزير الدفاع الاوسترالي أن كانبيرا "قلقة" من عقد حكومات محلية اتفاقات من هذا النوع مع بيجينغ. وأوضح أن مشكلة الحكومة ليست مع الشعب الصيني بل في "قيم أو رؤية الحزب الشيوعي الصيني".

- الجيل الخامس وكوفيد -
اعتبرت السفارة الصينية في أوستراليا الأربعاء في بيان قرار كانبيرا "غير منطقي واستفزازيا" و"يدل على أن الحكومة الأوسترالية لا تملك أي صدقية في تحسين العلاقات" بين البلدين. 

ورد داتون أنه "سيصاب بخيبة أمل كبيرة" إذا قامت الصين بالرد ولكن أوستراليا في جميع الأحوال "لن تهاب أحدا". واضاف الوزير الاوسترالي "سندافع عما نؤمن به وهذا بالضبط ما قمنا به هنا".

وبدأت العلاقات الثنائية تتراجع في 2018، عندما استبعدت أوستراليا مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي من بناء شبكتها للجيل الخامس (5جي) باسم الأمن القومي.

تفاقم التوتر عندما انضمت اوستراليا إلى الولايات المتحدة ودعت العام الماضي إلى إجراء تحقيق دولي في مصدر وباء كوفيد-19، مما أغضب بيجينغ التي رات أن الطلب جاء بدوافع سياسية.

كما اتهمت أوستراليا الصين بانتهاج سياسة قمعية تجاه المعارضة المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ واعتقال مواطنين أوستراليين تشتبه في أنهما كان يتجسسان أو يعرضان الأمن القومي للخطر.

وفرضت بيجينغ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الانتقامية في الأشهر الأخيرة ضد عشرات المنتجات الأوسترالية بما في ذلك الشعير ولحوم الأبقار والنبيذ.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم