الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ترامب قلل من الهجوم السيبراني ويستغرب اتهام روسيا دون الصين

المصدر: النهار
صورة مؤرخة في 12 كانون الأول للرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال مشاهدته مباراة لكرة القدم الأميركية في ملعب ميتشي في الأكاديمية العسكرية بوست بوينت في ولاية نيويورك.   (أب)
صورة مؤرخة في 12 كانون الأول للرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال مشاهدته مباراة لكرة القدم الأميركية في ملعب ميتشي في الأكاديمية العسكرية بوست بوينت في ولاية نيويورك. (أب)
A+ A-
 
وقت يبدي الكثير من المسؤولين الأميركيين مخاوف حيال نطاق الهجوم الإلكتروني الواسع الذي استهدف وكالات حكومية، قلّل الرئيس دونالد ترامب السبت من خطورته ومن الدور المنسوب إلى روسيا فيه.
 
كتب ترامب في تغريدة :"الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع". وأضاف: "كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء"، مضيفا :"قد تكون الصين (هذا محتمل!)" وبذلك خالف ترامب، رأي مسؤولين أميركيين وموقف وزير خارجيته مايك بومبيو، الذي أيد الجمعة شكوك خبراء أشاروا بأصابع الاتهام إلى موسكو.
 
وقال بومبيو :"كانت محاولة كبيرة جداً، وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بشكل واضح جدا أن الروس انخرطوا في هذا النشاط".  وأوضح أن العمل جار لتقويم ما جرى، مشددا على أن بعض المعلومات ستبقى سرية، وقال:" نعم، فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) يشكل خطرا حقيقيا بالنسبة لمن يحبون الحرية بيننا... وعلينا أن نضمن استعدادا دائما لمواجهته ومواجهة أمثاله... اليوم أنا أصنف الصين كتحد يشكل خطرا وجوديا حقيقيا، لكنني لا أقلل من أهمية التحدي، الذي يشكله امتلاك روسيا مئات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى التراب الأميركي، إنه خطر هائل يهددنا أيضا".    وأعلن عن الهجوم الإلكتروني، وقت يستعد الرئيس المنتخب جو بايدن لتسلم السلطة في 20 كانون الثاني.
 
وأعلن المدير التنفيذي لفريقه الانتقالي يوهانس أبرهام أن الهجوم مصدر "قلق كبير" وأن إدارة بايدن سترد على هذا النوع من الاختراق بتكبيد المسؤولين عنه "أثمانا باهظة". ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون أوليوت، أن بلاده سترد بشكل مناسب على من يقف وراء الهجوم الإلكتروني. وأضاف أن المجلس يركز على التحقيق في الظروف المحيطة بالهجوم السيبراني، والعمل مع الوكالات الأخرى لاحتواء الموقف.
 
"خيانة مشينة" 
ويتوسع الهجوم مع ظهور ضحايا جدد بعضهم خارج الولايات المتحدة، مما يحيي المخاوف من مخاطر التجسس. ونجح القراصنة في اختراق برنامج "أونيون" من انتاج شركة "سولار ويندز" الأميركية، والذي تستعمله شركات كبيرة وإدارات في الإشراف على شبكاتها المعلوماتية. ولقيت تصريحات ترامب تنديدا من رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديموقراطي آدم شيف، الذي يعتبره الرئيس عدوه اللدود منذ أن ترأس فريق الادعاء في آلية إقالته. وكتب على تويتر: "إنها خيانة مشينة جديدة لأمننا القومي من قبل هذا الرئيس" مضيفا :"إنها تغريدة أخرى غير نزيهة كان من الممكن أن يكتبها الكرملين. إشارة إذعان جديدة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وفي سياق ردود الفعل، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إن الهجمات الإلكترونية، كبيرة وبعيدة المدى. واعتبرت أنها "دليل مقلق على أن الجهات الفاعلة لا تزال عازمة على تقويض الأمن القومي والديموقراطية الأميركية". وقال النائب الديموقراطي جيسون كرو، إن "الوقت حان للحديث بجدية، وإن خصما خطيرا للولايات المتحدة وصل الآن لأنظمة الدفاع والاستخبارات وحفظ الأمن والمؤسسات المالية الأميركية". وأشار كرو، وهو عضو لجنتي الاستخبارات والخدمات المسلحة في مجلس النواب، إلى أنه "خلال هذا الهجوم الأكبر في التاريخ الأميركي، فإن ترامب يقلل من خطورة الهجوم، ويحوّل اللوم عن روسيا، ويهدد بإصدار فيتو بحق موازنة وزارة الدفاع، كما أنه يطرد مسؤولي الدفاع والأمن الإلكتروني". وأدت الشبهات حول وجود تواطؤ بين فريق حملة ترامب عام 2016 وروسيا إلى فتح تحقيق عهد به إلى مدّع خاص، وخلص إلى عدم وجود أدلة كافية لإدانته. ومن الجانب الجمهوري، رأى السناتور ماركو روبيو، أنه يتبين "بوضوح متزايد أن الاستخبارات الروسية قادت أخطر اختراق إلكتروني في تاريخنا". وأضاف :"يجب أن يكون ردنا متناسبا ولكن مهما". ويأتي ذلك وقت أعلنت وزارة الخارجية السبت، أن الإدارة الأميركية تعتزم إغلاق أخر قنصليتين للولايات المتحدة في روسيا في سياق "تحسين عمل البعثة الأميركية في روسيا"، على ما أوضحت الوزارة التي سبق أن أبلغت الكونغرس بذلك هذا الشهر.    وستغلق وزارة الخارجية القنصلية في فلاديفوستوك في اقصى شرق روسيا، وتوقف أنشطة القنصلية في إيكاتيريينبورغ.  وانتهز ترامب الذي لم يقر حتى الآن بهزيمته في انتخابات 3 تشرين الثاني، الفرصة ليجدد تأكيداته التي لا تستند إلى أي أدلة حول وقوع عمليات تزوير خلال الاقتراع.  وقال في تغريدة سارع موقع تويتر إلى وضع إشارة عليها تذكّر بنتائج الانتخابات التي فاز بها جو بايدن: "من المحتمل أن هجوما استهدف أيضا آلات التصويت السخيفة خلال الانتخابات، التي صار واضحا الآن أني فزت بها بنتيجة كبيرة، مما يجعلها عارا أكبر على الولايات المتحدة".   
مخاطر   
في غضون ذلك، قالت وكالة "أسوشيتد برس"  الأميركية، إن تغريدات ترامب، التي قللت من أهمية الاختراق ووجهت أصابع الاتهام إلى الصين، فاجأت المسؤولين الأميركيين. وأضافت أن البيت الأبيض، كان يعد بيانا يربط روسيا بعملية القرصنة الإلكترونية، لكن المسؤولين تم إبلاغهم بوقف ذلك.
 
من جهتها، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن 3 مصادر وصفتها بالمطلعة، أن المسؤولين عن مراقبة المخاطر الإلكترونية على أهم البنى التحتية الأميركية، مطلعون منذ أشهر على نشاطات مشبوهة، وأن تلك الأنشطة لم تربط إلا الآن بالقرصنة الإلكترونية واسعة النطاق، التي تعرضت لها الولايات المتحدة أخيراً. ونقلت الشبكة عن مصدرين لم تسمهما، أن التحقيقات الأولية لم تُظهر اختراق أي بيانات سرية، ولكنها مستمرة لمعرفة ما إذا كان المخترقون قد تمكنوا من الحصول على معلومات حكومية.
 
وكشفت وسائل إعلام أميركية إن مسؤولين في إدارة ترامب، تقدموا باقتراح للفصل بين وكالة الأمن القومي والقيادة السيبرانية. ويشار إلى أنه في حين تحقق الولايات المتحدة في شأن الأضرار، التي قد تكون لحقتها جراء الهجوم الإلكتروني، الذي يرجح مسؤولون أنه انطلق في آذار الماضي، أعلن حلف شمال الأطلسي،‏ أنه بعد فحص أنظمته المعلوماتية، لم يجد دليلا على أنه تعرض للقرصنة. أما بريطانيا، فقالت إنها تعمل مع شركائها الدوليين لفهم حجم عمليات القرصنة وتأثيرها عليها. تجدر الإشارة إلى أن روسيا بشدة ضلوعها في الهجوم، وقالت سفارتها في واشنطن إن "روسيا لا تشن هجمات إلكترونية". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم