الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

وسائل إعلام إيرانيّة: مساعد لخامنئي يزور أسرة الشابة مهسا أميني التي توفيت خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق

المصدر: رويترز
دراجة نارية تحترق في وسط تقاطع في طهران خلال احتجاجات على وفاة أميني (19 ايلول 2022، أ ف ب).
دراجة نارية تحترق في وسط تقاطع في طهران خلال احتجاجات على وفاة أميني (19 ايلول 2022، أ ف ب).
A+ A-
قالت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الثلثاء، إن مساعدا للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قدم العزاء لأسرة امرأة أثارت وفاتها بعد احتجازها في مركز للشرطة احتجاجات استمرت أياما، وإنه وعد بأن السلطات لن تتجاهل حقوقهم.

ويبدو أن هدف الزيارة نزع فتيل التوتر.

وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) بعدما دخلت في غيبوبة في أعقاب إلقاء شرطة الأخلاق القبض عليها في طهران الأسبوع الماضي، بسبب "زيها غير المناسب"، الأمر الذي أثار غضبا في أنحاء البلاد واحتجاجات في العديد من المناطق، منها العاصمة.

واتسع نطاق الاحتجاجات أمس الاثنين وكان أشدها في المنطقة الكردية. وقالت جماعة هنكاو الكردية لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قُتلوا هناك يوم الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار، مُقللة بذلك حصيلة سابقة ورد أنها خمسة قتلى.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من النبأ، كما لم يرد تأكيد رسمي بشأن القتلى.

وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء إن ممثل الزعيم الأعلى آية الله غلي خامنئي في إقليم كردستان عبد الرضا بورذهبي قام بزيارة استغرقت ساعتين لأسرة مهسا أميني أمس الاثنين. ونسبت الوكالة إلى بورذهبي تصريحات نشرتها أيضا وكالة الأنباء الرسمية.

وقال بورذهبي لأسرة الفتاة "ستتخذ جميع المؤسسات (المعنية) إجراء للحفاظ على الحقوق التي جرى انتهاكها".
 
وأضاف أنه متأكد من أن خامنئي "أيضا متأثر ومتألم" لوفاتها.

وأضاف بورذهبي أنه قال لأسرة المرأة "آمل أن يكون من شأن هذا التعاطف وسلامة نية أُسرتكم علاج الصدمة التي أصابت المجتمع".

وأردف "كما وعدت أسرة الآنسة (مهسا) أميني بأنني سأتابع أيضا قضية وفاتها حتى النتيجة النهائية".

وقالت الشرطة إن مهسا أميني أُصيبت بوعكة صحية بينما كانت تنتظر مع أُخريات في مركز شرطة الأخلاق التي تطبق قواعد الجمهورية الإسلامية الصارمة التي تُلزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضةفي الأماكن العامة.

لكن والدها قال مرارا إن ابنته لم تكن تعاني من مشكلات صحية، وإن الكدمات كانت ظاهرة على قدمها، مُحملا الشرطة مسؤولية وفاتها.

وأثارت وفاة مهسا أميني تنديدات على مستوى البلاد، واستُخدم وسم #مهسا_أميني باللغة الفارسية في أكثر من ثلاثة ملايين تغريدة على تويتر.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظاهرات في العديد من المدن، ظهرت فيها نساء يلوحن بأغطية رؤوسهن ومتظاهرون يواجهون قوات الأمن.

وأظهر فيديو نشره حساب (تصوير1500) الذي يتمتع بجماهيرية على تويتر، والذي ينشر لقطات يقول إنه يتلقاها من الجمهور مسيرة لمحتجين في بازار طهران الكبير أمس الاثنين يهتفون "مهسا أميني ارقدي في سلام".

وفي أحد الاحتجاجات الكبيرة بطهران، صرخ حشد من المتظاهرين يرتدون ملابس سوداء "أين أنت يا يوم نكون فيه مسلحين"، بحسب مقطع فيديو آخر نشره حساب (تصوير1500) على تويتر.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

وقالت سنام وكيل من مركز الأبحاث تشاتام هاوس إن المحتجين يعبرون عن "إحساس دفين بالغضب الشعبي المرتبط مباشرة بالموت المأسوي جدا لمهسا أميني لكنه يلقي الضوء أيضا على العدد الضخم من القضايا التي يواجهها الإيرانيون العاديون يوميا والمتصلة بالأمن والحرية".

وأضافت أنها رغم أن الاحتجاجات مهمة فإنها لا تعتقد أنها "تمثل تحديا وجوديا للنظام لأن النظام في إيران لديه احتكار للقوة واستراتيجية أمنية محكمة التدبير يطبقها بالفعل".

اعتقالات
اتهم محسن منصوري، محافظ طهران، متظاهرين بمهاجمة الشرطة وتدمير ممتلكات عامة خلال احتجاجات على وفاة الشابة الإيرانية.

وقال في تغريدة على تويتر الليلة الماضية "العناصر الرئيسية لتجمعات الليلة في طهران كانت مُنظمة ومُدربة ومُخطط لها بشكل كامل لإحداث اضطرابات في طهران".

وأضاف "حرق العلم وسكب الديزل على الطرقات وإلقاء الحجارة ومهاجمة الشرطة وإضرام النار في الدراجات النارية وصناديق القمامة وإتلاف الممتلكات العامة إلخ... ليس من عمل الناس العاديين".

وأظهر فيديو من طهران سيارات شرطة نوافذها مهشمة بينما تطلق سيارة قريبة تابعة لقوات الأمن خراطيم مياه صوب مُحتجين.

وقال نائب قائد الشرطة في مقاطعة جيلان بشمال إيران إن الشرطة اعتقلت 22 محتجا بتهمة إتلاف ممتلكات عامة.

وفي المنطقة الكردية قالت منظمة هينكاو الحقوقية إن 13 مدينة شهدت احتجاجات أمس الاثنين وجرى اعتقال 250 شخصا.

وذكرت المنظمة أسماء ثلاثة أشخاص قالت إنهم قُتلوا خلال احتجاجات في ثلاث مدن مختلفة، بينها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني. وقالت هينكاو إن شخصا تم تحديده سابقا بأنه قتيل اتضح أنه مُصاب فقط في الحقيقة.

وطالبت الولايات المتحدة أمس بمحاسبة المسؤولين قائلة إن "وفاة مهسا أميني بعد إصابتها بجروح في أثناء احتجازها لدى الشرطة لوضعها حجابا ‭'‬وصف بأنه غير لائق‭'‬ يعد إهانة مروعة وشنيعة لحقوق الإنسان".
 
كما نددت فرنسا باعتقالها "والعنف الذي تسبب في وفاتها".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه صدر أمر بفتح تحقيق في ما وصفه بوفاة مهسا أميني المأسوية، متهما واشنطن "بذرف دموع التماسيح".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم