الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الانسحاب من مالي يطغى على قمّة أوروبيّة- أفريقية في بروكسيل "لإعادة صوغ العلاقة"

المصدر: أ ف ب
ماكرون وميشال يستقبلان وزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا (إلى اليسار) في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسيل (17 شباط 2022، أ ف ب).
ماكرون وميشال يستقبلان وزير خارجية غامبيا مامادو تانغارا (إلى اليسار) في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسيل (17 شباط 2022، أ ف ب).
A+ A-
بدأ القادة الأوروبييون والأفارقة، الخميس في بروكسيل، قمة بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي من أجل "إعادة صوغ العلاقة" وخوض التحديات المشتركة، وذلك بعد ساعات من إعلان فرنسا وحلفائها رسميا الانسحاب عسكريا من مالي. 

اثر لقاء قصير بين الدول الأوروبية حول التوترات على حدود أوكرانيا، التقى أربعون من قادة الدول ال55 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي نظراءهم في الاتحاد الأوروبي لتحديد هذه الشراكة الجديدة القائمة على "التبادل والتقاسم".

وقال رئيس الاتحاد الأفريقي السنغالي ماكي سال الذي قدم المساهمة الأفريقية في شكل ثمانية مقترحات، إن "أفريقيا تشهد تغييرا، لقد تغيرت كثيرا". 

وأضاف أن هناك حاجة "تتجاوز مجرد تحديث للبرنامج، نقترح أن نثبت معا برنامجا جديدا يتكيف مع التغييرات الجارية".

أجابه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا: "علينا إعادة صوغ العلاقة". وأوضح أن القمة ستتبنى إعلانا مشتركا ترافقه قائمة من المشاريع الملموسة، أحدها مجموعة من الأقمار الصناعية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لتوسيع الوصول إلى الإنترنت في أفريقيا.

من جهته، شدد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على أن "أوروبا بحاجة إلى أفريقيا مستقرة وآمنة ومزدهرة". وحذر من أن "عدم الاستقرار والانقلابات تهدد التنمية".

وكان الاتحاد الأفريقي قد علق عضوية مالي وبوركينا فاسو وغينيا والسودان بعد أن شهدت انقلابات عسكرية.

وأجبر المجلس العسكري الحاكم في باماكو فرنسا وشركاءها الأوروبيين على إضفاء الطابع الرسمي على انسحابهم العسكري من مالي الخميس بعد تسع سنوات من مكافحة الجهاديين.

- دعم للمناخ -
اعتبر الرئيس السنغالي ماكي سال أن "مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل لا يمكن أن تكون من شأن الدول الأفريقية وحدها"، معربا في الآن نفسه عن تفهمه للقرار الفرنسي.

بعد إعلان القرار الفرنسي، كشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل سيتحقق "في الأيام المقبلة" مما إذا كانت الشروط والضمانات مستوفاة في مالي لمهمتي التدريب العسكري والشرطي. 

وأكد بوريل أن عدم الاستقرار في القارة الأفريقية يدفعه أيضا "الأفرقاء الجدد" الصينيون والروس "الذين تختلف أساليبهم وأجنداتهم اختلافا كبيرا عن أساليبنا وأجنداتنا".

وقال مسؤول أوروبي إن تحركات مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة في العديد من البلدان الأفريقية بقيادة رجال مقربين من الكرملين، وهو ما تنفيه موسكو، "هي مثال على جهود زعزعة الاستقرار التي تبذلها روسيا في مناطق مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي". 

وقال ماكرون إن هؤلاء المرتزقة "أتوا خصوصا لضمان مصالحهم الاقتصادية ومصالح المجلس العسكري" في مالي.

وتشهد هذه القارة الغنية بالمواد الخام صراع نفوذ بين القوى العظمى وعلى رأسها الصين.

وقالت مصادر في بروكسيل إن "أفريقيا محط طموحات ويمكن أن تختار شركاءها"، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يريد أن تكون الشراكة التي يقترحها "مبتكرة" و "تحترم" الدول الأفريقية. 

ويؤكد الأوروبيون، بعد انتقادهم من منظمات غير حكومية، أنه "لا سبيل لاستبعاد مواضيع سيادة القانون وحقوق الإنسان".

ومكافحة وباء كوفيد-19 هي أولوية أخرى، إذ لم يتلق سوى 11 بالمئة من سكان القارة لقاحا كاملا ضد كورونا.

وقد منح الاتحاد الأوروبي 150 مليون لقاح لأفريقيا وسيواصل هذه الجهود، كما سيدعم إنشاء مراكز إنتاج لقاحات في السنغال ورواندا وغانا وجنوب أفريقيا.

يريد الأوروبيون أيضا مراجعة دعمهم المالي، وهم يعتزمون تنفيذ استراتيجية استثمار شاملة بقيمة 150 مليار يورو على مدى سبع سنوات "لمساعدة المشاريع المطلوبة والتي ينفذها الأفارقة من أجل تغيير اقتصاداتهم".

وأوضح الرئيس الفرنسي أنه "يجب مراجعة النهج... إذا فشلت القارة الأفريقية، فإن أوروبا ستكون أول من يتضرر".

يعتبر المناخ والطاقة أيضا من أولويات الأفارقة، وقال رئيس سيشيل وافيل رامكالوان "بصفتي من دولة جزرية متأثرة بشكل مباشر، أريد أن يؤخذ تغير المناخ وهشاشتنا في الاعتبار".

من جهته، قال ماكي سال إن أفريقيا "ليست مسؤولة عن الاحترار المناخي". ورغم دفاعه عن استخدام الوقود الأحفوري، دعا إلى "مواكبة خلال فترة انتقالية... تجعل من الممكن توفير الكهرباء لنحو 600 مليون أفريقي لا يمتلكونها بعد"، أي حوالى نصف سكان القارة.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم