الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العازف الأوكراني فالنتين سيلفستروف في المنفى... عرّاب الحداثة والتمرّد في الموسيقى إلى بولندا!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
فالنتين سيلفستروف ملوحاً يبده عند مغادرته اوكرانيا
فالنتين سيلفستروف ملوحاً يبده عند مغادرته اوكرانيا
A+ A-
أجبرت حرب أوكرانيا العازف والمؤلف الوطني الأوكراني العظيم فالنتين سيلفستروف (84 عاماً)، الذي عشق نشيد وطنه وصلّى لأوكرانيا عبر الموسيقى، على مغادرة وطنه الأم بمساعدة فريق من الصحافيين من الوكالة الألمانية "دويتشه فيله" لعبور الحدود نحو بولندا.

بعد أيام قليلة على ذلك، نشرت وسائل التواصل الاجتماعي صورته في مؤخرة السيارة، جالساً مع عدد من الأشخاص، ومن المحتمل أن يكونوا صحافيين ألماناً.
 


كان يرفع يده وكأنه يشير إلى أنّ كل شيء على ما يرام. في حين أشار الموسيقار أندريه بوريكو، الذي نسق رحيله من أوكرانيا إلى بولندا، إلى أنّ فالنتين سيلفستروف أُجبر على الفرار من كييف، وتحديداً إلى عبور الحدود، مطمئناً إلى أنّه "بأمان الآن".
 

الحداثة

اللافت أن مجموعة كبيرة من الرسائل التي استطاعت الصحافة الأوكرانية المحلية رصدها، عكست في الأيام الأخيرة مدى تقدير واحترام هذا الملحن الذي عانى الرقابة السوفياتية خلال حياته.


 
يجب القول إن حياة هذا الموسيقي الملتزم، المولود بالقرب من كييف في العام 1937، انطبعت بتيارات فنية مختلفة للغاية، ولاسيما في الستينيات، حيث كان جزءاً من الطليعة الفنية للعاصمة الأوكرانية وأوروبا، لاسيما أن بدايات مسيرته كملحن حملت توقيعه على عشرات الأعمال، التي شكلت تمهيداً نحو الحداثة.

لمَ يحب الأوكرانيون هذا الرجل العظيم؟ الجواب بسيط، لأنه رمز لثورة الكرامة. ترجم هذا الاحترام لشخصه من خلال احتفال أقامته أول جامعة أوكرانية - أكاديمية موهيلا، التي تأسست في العام 1615، لمناسبة مرور 400 عام على تأسيسها في العام 2015 حيث منحت فالنتين سيلفستروف دكتوراه فخرية. ترافق الحفل مع أداء جوقة "كييف" مزامير سكوفورودا على أنغام موسيقى سيلفستروف...

 
الملاذ للموسيقى
قبل بدء العرض الموسيقي، أشاد سيلفستروف بالخطوة مشيراً إلى أنه "يمكن مقارنة جامعة موهيلا بسفينة نوح، التي يمكن أن تنقذنا من الطوفان، وهذا يسري أيضاً على جامعات أخرى كجامعة أوكسفورد مثلاً، وهي بمثابة سترة نجاة من فيضان الغباء ونقص الثقافة الذي يغمر العالم".

عبّر، وبتواضعه، عن امتنانه الشديد "لأنّ منحي الدكتوراه الفخرية هو الملاذ للموسيقى، التي تسمح لنا باستعادة حواسنا في هذا الطوفان الذي يغمرنا".

سيلفستروف هو حالة تمرّد من خلال الموسيقى. فهو ولد في 30 أيلول 1937 في أوكرانيا التي كانت يومذاك تحت حكم اشتراكي سوفياتي... خرق الحياة الجامدة من خلال تعلّمه الموسيقى، فشقّ دربه نحو الحداثة أو حتى ما بعد الحداثة، مبتكراً أعمالاً كلاسيكية جديدة تعتمد على تقنيات تقليدية ومعاصرة، ومتأرجحة بين الدرامية والعاطفية، أي موسيقى تشبه الإنسان، وتتفاعل مع محطات من حياته.

عاش صراعاً قوياً ظهر الى العلن في العام 1974 بين النمط الحديث لموسيقاه وواقع النظام الاشتراكي المتشدّد الرسمي السائد في وطنه، ما دفعه مرة إلى الانسحاب من اجتماع ندّد فيه الملحنون بغزو الاتحاد السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا...

شكّلت هذه الحادثة منعطفاً في حياته لينتقل إلى تأليف أغان هادئة وذلك في العام 1977 وعزفها منفرداً... وهي دورة تهدف إلى عزفها على انفراد.

 
 
السيمفونية 5
ماذا حصل بعد سقوط الاتحاد السوفياتي؟ أشارت المعلومات إلى أنه قام بتأليف أعمال روحية ودينية متأثرة بأسلوب الموسيقى الليتورجية الروسية والأوكرانية الأرثوذكسية...
 
توقّف الباحثون عند السيمفونية رقم 5 لسيلفستروف (1980-1982)، وهي تحفة موسيقية، إضافة إلى رصيد سخي جداً في تأليف الموسيقى يضمّ تسع سيمفونيات، وموسيقى الحجرة المتنوعة للأوركسترا، ومقطوعات بيانو، وموسيقى الحجرة...

في محطات حياته الموسيقية، مجموعة أخيرة مرتكزة على الكمان والبيانو (Мелодії Миттєвостей)، وهي مجموعة من سبعة أعمال تضمّ 22 حركة متسلسلة متمايلة بين الحميمية والمراوغة.

تناول سيلفستروف القومية الأوكرانية في بعض أعماله، وعلى الأخص في عمله الكورالي Diptych وهو عمل وطني من "قصيدة العهد"، (Заповіт) التي كتبها تاراس شيفتشينكو في العام 1845. وقد أطلق هذا العمل – التحفة في العام 2014 في ذكرى وفاة سيرغي نيجويان، الأرميني الأوكراني الذي توفي في العام 2014 خلال أعمال شغب في شارع Hrushevskohon.

[email protected]
Twitter:@rosettefadel
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم