الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المسار الديبلوماسي في الملف الأوكراني متعثّر بعد أسبوع من المفاوضات المكثّفة... "الطريق مسدود"

المصدر: أ ف ب
جندي أوكراني يداعب كلبًا في خندق على خط المواجهة مع الانفصاليين قرب أفدييفكا في دونيتسك  جنوب شرق أوكرانيا (9 ك2 2022، أ ف ب).
جندي أوكراني يداعب كلبًا في خندق على خط المواجهة مع الانفصاليين قرب أفدييفكا في دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا (9 ك2 2022، أ ف ب).
A+ A-
"طريق مسدود"، خطر اندلاع حرب "مرتفع": المسار الديبلوماسي المكثف بين الغربيين والروس هذا الأسبوع لمحاولة تجنب الأسوأ في أوكرانيا لم يعط أي نتيجة كما يبدو للوهلة الأولى.

تواصل روسيا التي حشدت حوالى مئة ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا، المطالبة بتعهد من حلف شمال الأطلسي ألا يضم أبدا هذه الجمهورية السوفياتية السابقة إلى صفوفه.

في مواجهة "الضغط الأقصى" الروسي، قالت الولايات المتحدة إنها "مستعدة لكل السيناريوهات" وصولا إلى ردود انتقامية اقتصادية ومالية "شديدة". 

واختتم الأسبوع بتعرض أوكرانيا الجمعة لهجوم معلوماتي كبير لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه وعرقل عمل قسم من مواقعها الحكومية الالكترونية.

- والآن؟-
بعد هذه الحركة الديبلوماسية في جنيف وبروكسيل (حلف الاطلسي) وفيينا (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا)، يطالب الروس برد على مطالبهم.

لا يرون فائدة من محادثات جديدة في "الأيام المقبلة" ويتوقعون ردودا خطية من الغربيين اعتبارا من الأسبوع المقبل.

الولايات المتحدة من جانبها، ترفض كل المطالب الروسية بشأن حلف شمال الأطلسي والتي من شأنها أن تعيد أوروبا بحكم الأمر الواقع إلى التوازنات الجيوسياسية لعام 1991 عند سقوط الاتحاد السوفياتي.

وتقترح إطلاق "عملية" مفاوضات تتمحور حول الحد من التسلح والحد من المناورات العسكرية، مصادر التوتر المتكررة. وهو أمر غير كاف بالكامل في الوقت الراهن في نظر الروس.

تقول ميلندا هارينغ مساعدة مدير المركز الأميركي يوراسيا في مذكرة تحليلية: "نحن في طريق مسدود. في الوقت الراهن، مواقف الروس والأميركيين غير قابلة للتوفيق".

من جهتها قالت ماري دومولين الخبيرة في شؤون روسيا وأوروبا الشرقية في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إنه "في النهاية سيتخذ فلاديمير بوتين قرار مواصلة المحادثات أم لا، ولا يعلم أحد في هذه المرحلة" في أي اتجاه سيقرر.

- خطر الحرب في اوكرانيا هل لا يزال قائما؟-
تقول ميليندا هارينغ في واشنطن إن الحرب "للأسف أكثر احتمالاً". ويضيف ديمتري ترينين على موقع مركز كارنيغي في موسكو: "يجب أن نتوقع تفاقما جديدا للأزمة من خلال القوة".

وجهة نظر يشاطره إياها فرنسوا هايسبورغ المستشار الخاص لمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس والذي يرى أن "الوضع هش بالكامل" و"خطر الحرب مرتفع".

لكن المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف أكد الاثنين في جنيف أن روسيا لا تنوي "مهاجمة أوكرانيا".

إلا أن التدخل العسكري يمكن أن يتخذ أشكالا أخرى كما يضيف ماكسيم سوتشكوف مدير معهد الدراسات الدولية في جامعة "مجيمو" في موسكو.

حين لوح بوتين بالتهديد برد "عسكري وتقني"، فانه قد يفكر مثلا "بنشر صواريخ في دونباس (شرق أوكرانيا) أو في شبه جزيرة القرم (جنوب)" ، كما يؤكد في تحليل نشر على موقع "وارونذيروكس" الالكتروني.

يضيف فرنسوا هايسبورغ: "قد يكون الأمر استيلاء على أراض" بشكل محدود لربط دونباس التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

بحسب الاستخبارات الأميركية، فإن الروس لم "يتخذوا قرار نهائيا بعد" حول غزو محتمل. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن فرنسا لا تعتقد أيضا ان هناك "تحضيرات لغزو فوري".

- نيات بوتين أوضح؟-
تقول ماري دومولين إن الروس يمارسون "أقصى ضغط للحصول على المزيد" لكن "سيناريو التدخل العسكري ليس هو المرجح" لان "كلفته العسكرية والسياسية والمالية والبشرية" ستكون كبيرة.

 كانت المقترحات الأميركية المضادة بشأن عدم نشر الصواريخ في أوروبا أو الحد من التدريبات العسكرية جزءًا من مطالبهم منذ فترة طويلة.

تقول ماري دومولين: "إنهم يعلمون أنه في حال حدوث تدخل عسكري في أوكرانيا، فلن يكون لديهم أي من هذا باستثناء العقوبات الهائلة والقطع الفعلي لكل علاقاتهم مع الدول الغربية".

يندد بوتين من جهته بـ"سياسة احتواء" بلاده - وهو هاجس روسي تاريخي - ويطالب منذ فترة طويلة ب"ضمانات أمنية" من الغربيين.

بحسب ماكسيم شوتشكوف، فإن الولايات المتحدة التي تركز حاليا بشكل كامل على التنافس مع الصين، يمكن أن يكون لها "مصلحة في علاقة مستقرة ويمكن توقع مسارها" مع روسيا وفي "هندسة أمنية في أوروبا تتيح لها التركيز على منطقة المحيطين الهندي-الهادىء".
 
وأضاف أن هذا هو رهان الكرملين.

- الأوروبيون وأوكرانيا على طاولة المحادثات؟-
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه سواء في حلف شمال الأطلسي أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فإن "الأوروبيين يعملون من أجل الدفاع عن مصالحهم".

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "تلقينا تأكيدات أنه لن يتم اتخاذ قرار أو التفاوض بشأن أي شيء بدون الأوروبيين وأن التنسيق مع الأميركيين ممتاز".

لكن بالنسبة للخبيرة في مركز الابحاث "كارنيغي أوروبا" راسوكا سيرناتوني فان الاتحاد الأوروبي "يضطلع بدور طفيف في المفاوضات"، لان الولايات المتحدة تفضل إجراء مناقشة مباشرة مع بعض الدول مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا وكذلك مع حلفاء من أوروبا الشرقية.

بالنسبة لاوكرانيا، فإن "المحادثات تتم إلى حد كبير خارج نطاق مشاركتها"، على ما قالت ماري دومولين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم