السبت - 11 أيار 2024

إعلان

اليابان تبدأ اليوم محاكمة أميركيَّين يشبته بمشاركتهما في تهريب كارلوس غصن

المصدر: ا ف ب
كارلوس غصن (النهار)
كارلوس غصن (النهار)
A+ A-
تبدأ اليوم في طوكيو محاكمة مايكل تايلور وابنه بيتر اللذين يُشتبه بتواطئهما في تهريب الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان كارلوس غصن من اليابان أواخر العام 2019، ما قد يسمح بكشف تفاصيل إضافيّة حول إحدى عمليات الهروب "الأكثر وقاحةً" في التاريخ الحديث، وفق تعبير الادّعاء الأميركي.

وقد أوقفت السلطات الأميركية مايكل تايلور (60 عاماً) العنصر السابق في القوات الخاصة الأميركية، الذي انتقل إلى العمل في الحراسة الخاصة، وابنه بيتر تايلور (28 عاماً)، في أيار 2020 قرب بوسطن (شمال شرق الولايات المتحدة)، بموجب مذكّرة توقيف أصدرتها اليابان.

وبعدما استنفدا كلّ الالتماسات الممكنة في الولايات المتّحدة، سُلّما في آذار الماضي إلى اليابان لمحاكمتهما، حيث يواجهان عقوبة تصل إلى السّجن لمدّة ثلاثة أعوام في حال دانهما القضاء الياباني.

وكان كارلوس غصن قد فرّ إلى لبنان من اليابان صباح 31 كانون الأول 2019؛ وهو المتّهم الأشهر في طوكيو بالنظر إلى شغله منصب الرئيس السابق لشركتي نيسان ورينو وتحالفهما لصناعة السيّارات، بعد قرار منعه من مغادرة البلاد، وأفرج عنه بكفالة، بانتظار محاكمته بتهم اختلاس أموال.

وفي وقائع الهروب، أن رجل الأعمال اللبناني الأصل، الذي يحمل الجنسيّتين الفرنسيّة والبرازيليّة غادر منزله في طوكيو بهدوء، متوجّهاً إلى أوساكا (غرب) في قطار فائق السرعة، معتمراً قلنسوة وقناعاً ونظّارتين خشية انكشاف هويّته.

وقد حُدّدت هويّة الأميركيَّين بوساطة كاميرات المراقبة التي أظهرت الرجلين برفقة غصن، حين غادروا مساءً بطائرة خاصّة عبر مطار أوساكا، إلى جانب رجل الأعمال اللبنانيّ جورج أنطوان الزايك، الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار.

- اختبأ في صندوق -
وتشير المعلومات اليابانيّة إلى أن الأميركيين انتحلا صفة موسيقيَّين، وتمكّنا من تحميل أمتعتهما من دون تمريرها عبر التفتيش الأمني، إذ إنه كان مسموحاً بذلك في اليابان لركّاب الطائرات الخاصّة؛ ويُعتقد أن كارلوس غصن اختبأ في أحد صناديق الأمتعة المخصّصة لمعدّات الصوت، وكانت فيه ثقوبٌ صغيرة ليتمكّن من التنفّس.

وانتقل الرجال الثلاثة إلى إسطنبول حيث استقلّ غصن طائرة أخرى متّجهة إلى لبنان الذي لم يغادره مذّاك.

وكان بيتر تايلور في طوكيو قبل عملية الفرار، حيث التقى غصن مرّات عدّة في الأشهر التي سبقت الفرار الشّهير، ثمّ غادر البلاد بمفرده في طائرة متّجهة إلى الصين.

وجاء في مستند للمدّعين الأميركيّين أن فرار غصن هو "إحدى عمليات الهروب الأكثر وقاحةً والمدبّرة بأفضل الطرق في التاريخ الحديث".

وتُصرّ اليابان على توقيف غصن بموجب مذكرة توقيف محليّة وأخرى دوليّة، بالرّغم من أنّه لا يزال في لبنان بمنأى عن سطوتها، ويؤكّد أنّه "لم يفرّ من العدالة" إنما أراد "الهروب من الظلم" في اليابان.
حتّى اليوم، يستمرّ غصن في التكتّم حول ظروف هروبه "لحماية الأشخاص الذين جازفوا" أثناء مساعدته، مشدّداً في الوقت نفسه على أنه لم يورّط أفراداً من عائلته في الأمر.

- محاكمات عدة -
في الإطار ذاته، دانت محكمة في إسطنبول، في شباط/فبراير الماضي، ثلاثة مواطنين أتراك بالسجن لأكثر من أربعة أعوام بسبب مشاركتهم في هروب غصن؛ وهم مسؤول كبير في شركة "أم أن جي" التركية الخاصّة بتأجير الطائرات، وطيّاران، فيما تمّت تبرئة أربعة أشخاص آخرين.

ولم يقف هروب غصن حائلاً أمام افتتاح محاكمة جنائية ضدّه في طوكيو، وموضوعها أجورٌ مؤجّلة تبلغ قيمتها عشرات ملايين الدولارات، كان يُفترض بالرئيس السابق لنيسان أن يتقاضاها بعد تقاعده، ولم يتمّ ذكرها في تقارير المجموعة في البورصات.

إلى ذلك، أوقف مسؤول قانونيّ سابق في شركة نيسان هو الأميركي غريغ كيلي، في اليوم نفسه الذي أوقف فيه غصن في تشرين الثاني 2018، ويجد نفسه وحيداً في قفص الاتهام، إذ إن نيسان تُحاكم كشخص معنويّ.

وينفي كيلي، الذي يواجه عقوبة تصل إلى السجن لعشر سنوات، أن يكون قد تصرّفَ بشكل غير قانوني أثناء عمله، في الوقت الذي أقرّت نيسان بذنبها.
ومن المقرّر أن تُعقد الجلسة الأخيرة من هذه المحاكمة في مطلع تموز المقبل.
بالتوازي، يرفع غصن، الذي يؤكد براءته في كلّ الملفات المفتوحة تجاهه، دعاوى مدنيّة عدّة ضدّ نيسان، في الوقت الذي يُستهدف أيضاً بتحقيقات في فرنسا. وقد استمع إليه قضاة فرنسيون أخيراً لأيام في بيروت، إلا أن توجيه الاتهام له لا يمكن أن يحصل ما دام خارج الأراضي الفرنسية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم