السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كوريا الشماليّة تطلق صواريخ وحالة "طوارئ خطيرة" فيها... كيم بكمامة للمرة الأولى

المصدر: أ ف ب
كيم واضعا كمامة، خلال ظهوره على شاشة تلفزيون في محطة قطارات في سيول (12 ايار 2022، أ ف ب).
كيم واضعا كمامة، خلال ظهوره على شاشة تلفزيون في محطة قطارات في سيول (12 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
أكدت كوريا الشمالية أولى الإصابات بكوفيد على أراضيها، الخميس. وأعلنت حالة "طوارئ خطيرة"، بينما ظهر زعيمها كيم جونغ أون واضعا كمامة للمرة الأولى، ليصدر أمرا بفرض تدابير إغلاق على مستوى البلاد. 

بعد ساعات على الإعلان المفاجئ الذي كان أول إقرار من الدولة المعزولة بتسجيلها إصابات بكوفيد، قال الجيش الكوري الجنوبي إنه رصد إطلاق ثلاث صواريخ بالستية قصيرة المدى من قرب بيونغ يانغ. 

وجاءت عملية الإطلاق، وهي واحدة من أكثر من عشرة اختبارات للأسلحة هذا العام قامت بها الدولة المسلحة نوويا رغم العقوبات المفروضة عليها، بعد وقت قصير من تحذير واشنطن من أن نظام كيم قد يختبر سلاحا نوويا في أي لحظة، إذ تشير صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية إلى وجود نشاط جديد في المواقع النووية.
 
وقالت ادارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ان اطلاق الصواريخ يشكل جزءا من "استفزاز دائم يقوم على اطلاق صواريخ بالستية رغم انتشار فيروس كورونا".

وأعلنت كوريا الشمالية في وقت سابق الخميس أنها انتقلت إلى "نظام أقصى درجات الوقاية الوبائية الطارئة" بعدما ثبتت إصابة مرضى عانوا من الحمى بالمتحورة أوميكرون.

وأشرف كيم الذي ظهر على التلفزيون الرسمي واضعا كمامة لأول مرة، على اجتماع طارئ للمكتب السياسي لمناقشة تفشي الفيروس و"دعا كل مدن البلاد وكل مقاطعاتها إلى فرض إجراءات حجر صارمة على أراضيها".

وأكد كيم خلال الاجتماع أن الهدف هو "معالجة الإصابات للقضاء على جذور (الجائحة) في أقصر فترة زمنية ممكنة"، وفق ما أفادت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية، دون تحديد عدد الإصابات التي تم اكتشافها.

ويشير خبراء إلى أن البنى التحتية الصحية الكورية الشمالية المتقادمة ستواجه صعوبة في التعامل مع أي تفش واسع للفيروس، بينما يعتقد أن سكانها البالغ عددهم 24 مليونا لم يتلقوا اللقاحات.

وأشار الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو-جين إلى أن كوريا الشمالية سعت عبر إجراء الاختبار الصاروخي مباشرة بعد تأكيدها إصابات كوفيد ببعث رسالة مفادها أن "لا علاقة بين السيطرة على الفيروس ومضيها قدما في دفاعها الوطني".

وقال "من المنطقي الآن افتراض بأنها قد تجري اختبارا نوويا بضوء أخضر من كيم جونغ أون في أي لحظة".

- لا لقاحات -
وقال الاستاذ في جامعة "إيوها" في سيول ليف-إريك إيزلي إن "إقرار بيونغ يانغ علنا بوجود إصابات بأوميكرون يشير إلى أن الوضع الصحي العام خطير".

وأضاف "ستمضي بيونغ يانغ قدما على الأرجح بفرض تدابير إغلاق، رغم أن إخفاق استراتيجية +صفر إصابات بكوفيد+ التي تتبعها الصين يشير إلى أن هذا النهج لا يفيد في مواجهة المتحورة أوميكرون".

رفضت كوريا الشمالية عروض تلقي لقاحات من منظمة الصحة العالمية والصين وروسيا.

وفي هذا الصدد، يوضح الباحث لدى "معهد آسان للدراسات السياسية" غو ميونغ-هيون لفرانس برس بأن قبول اللقاحات في إطار آلية "كوفاكس" التي وضعتها منظمة الصحة العالمية "يتطلب شفافية بشأن كيفية توزيع اللقاحات.. لهذا السبب رفضتها كوريا الشمالية". 

وكوريا الشمالية محاطة بدول واجهت وما زالت تحاول السيطرة على انتشار أوميكرون بشكل واسع على أراضيها.

وخففت كوريا الجنوبية، حيث معدلات التطعيم مرتفعة، جميع قيود كوفيد مؤخرا، إذ انخفضت الإصابات بشكل حاد بعدما ارتفعت جرّاء أوميكرون في آذار/مارس.

أما الصين المجاورة، القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في العالم التي ما زالت تتبع استراتيجية "صفر إصابات بكوفيد"، فتشهد انتشارا واسعا للمتحورة.

وفُرضت تدابير إغلاق مشددة على مدن صينية كبرى، بما فيها العاصمة المالية شنغهاي، تواصلت لأسابيع.

وأكدت الصين الخميس أنها "مستعدة لتقديم كامل الدعم والمساعدة لكوريا الشمالية في معركتها ضد الوباء"، وفق ما جاء على لسان الناطق باسم خارجيتها تشاو ليجيان.

ويبدو أن كوريا الشمالية ستحاول تجنّب اللجوء لإجراءات الصين المتشددة للغاية على غرار "سجن السكان نظريا داخل الشقق"، بحسب ما أفاد شيونغ سيونغ-شانغ من "معهد سيجونغ".

لكنه لفت إلى أن حتى تدابير الإغلاق المحدودة ستؤدي إلى "نقص شديد في الغذاء وذات الفوضى التي تواجهها الصين حاليا".

وذكر موقع "إن كي نيوز" المتخصص ومقره سيول بأن السلطات أغلقت بالفعل أجزاء من بيونغ يانغ لمدة يومين، وسط تقارير عن تهافت السكان لتخزين احتياجاتهم.

- اختبار نووي؟ -
وتعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد المتشدد يون سوك-يول الذي تم تنصيبه رسميا الثلثاء باتّباع نهج صارم حيال بيونغ يانغ، بعد خمس سنوات من الديبلوماسية الفاشلة.

وبعد انهيار محادثات عالية المستوى في 2019، ضاعفت كوريا الشمالية تجارب أسلحتها وقامت بسلسلة عمليات إطلاق صواريخ خلال العام الجاري، بما فيها صواريخ بالستية عابرة للقارات.

وتشير صور التقطت بالأقمار الصناعية إلى أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء اختبار نووي بينما حذّرت الولايات المتحدة من أن ذلك قد يتم خلال الشهر الجاري.

لكن تفشي كوفيد قد يعطّل برنامج بيونغ يانغ العسكري، بحسب محللين.

وقال الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية سانغ مو-جين لفرانس برس "هناك احتمال بتأخير الاختبار النووي من أجل التركيز على تجاوز فيروس كورونا".

لكن في حال انتشرت المخاوف وسط السكان من تفشي الفيروس، فقد يمضي كيم قدما بالاختبار "لتحويل اتّجاه هذه المخاوف".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم