اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا تزال تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) المستخدمة في بعض اللقاحات الأميركية تلقى أصداء إيجابية بين الأوساط العلمية. في هذا السياق، أشاد الخبراء في شؤون الأوبئة نيكول لوري وجايكوب كرامر وريتشارد هاتشيت بهذه التقنية المستخدمة في لقاحي "فايزر/ بيونتيك" و"مودرنا" كاتبين أنّه تمّ التحضير لهذه التقنية منذ أكثر عقد من الزمن. ووصفوها في مجلة "فورين أفيرز" بأنها "ثورة" لأنّ اللقاحات كانت تستغرق عشر سنوات كي تصبح جاهزة.
لكن اليوم، تم إنجاز اللقاحات العاملة بهذه التقنية بسرعة كبيرة ووصلت في الوقت المناسب. أمِل العلماء طويلاً أن يتمكّنوا من حقن الناس بالحمض النووي الريبوزي لكنّ نظام التسليم الصحيح لم يتوفر إلا مؤخراً، أي حين تمكن العلماء من تبييت الحمض المذكور في جسيمات نانوية دهنية.
وفي حين ساد تفضيلٌ بعدم تلقيح فئات قليلة من الناس، وفي مقدّمتها النساء الحوامل، بلقاحات تتضمن نسخاً مخفّفة من الفيروسات الأصلية، يمكن أن يشكل الحمض النووي الريبوزي المرسال حلاً لهذه المشكلة. حتى بالنسبة إلى تطبيقات هذه التقنية لما بعد "كوفيد-19"، سيكون بإمكان العلماء استخدامها لمحاربة الفيروسات الجديدة والاستعداد لفيروس "أكس" الذي قد يكون أكثر قابلية للانتشار وأكثر فتكاً من "كوفيد-19".
وسيكون بالإمكان التعجيل بصنع لقاحات الإنفلونزا الموسمية التي تتسبب بوفاة ما بين 20 إلى 60 ألف أميركي سنوياً. فكما هي الحال مع الفيروس الحالي، يخضع فيروس الإنفلونزا لطفرات متعددة بشكل يسبق تصنيع تلك اللقاحات.
لذلك، إنّ سرعة إتمام اللقاح التي ستؤمّنها التقنية الجديدة ستخفض عدد الإصابات والوفيات. وهذه إيجابية أخرى للتقنية الحالية يمكن استنتاجها نظرياً على الأقل، وفقاً للكتّاب. ويمكن أن تطوّر هذه التقنية لقاحات لفيروسات أخرى منها ما يتسبّب بأمراض معوية حادّة.
لا يخلو المستقبل من التحديات، من بينها تأمين التمويل والإمدادات والمكوّنات لتصنيع اللقاحات كما المعلومات والسرعة لاكتشاف الفيروس في ابكر مرحلة ممكنة. ويتضمن ذلك ضرورة وجود تعاون دوليّ لتحقيق الهدف.
مع ذلك، بدأ العلماء للتوّ بفكّ لغز الإمكانات الموجودة في هذه التقنية، بحسب الكتّاب، مشيرين في الختام إلى أنّ "حقبة جديدة في علم اللقاحات قد وصلت".
