الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هل من حاجة إلى لقاح ضد "أوميكرون"؟

المصدر: "النهار"
 لافتة تطالب المارّة باتّباع شروط الوقاية الصحية من فيروس "كوفيد-19" - "أ ب"
لافتة تطالب المارّة باتّباع شروط الوقاية الصحية من فيروس "كوفيد-19" - "أ ب"
A+ A-

هذا هو السؤال الذي يحاول استكشافه عدد من كبار الباحثين في شؤون الفيروسات. خلال الأسبوع المنصرم، أعلنت شركتا "فايزر" و"بايونتك" أنّهما تجريان أبحاثاً سريرية على أشخاص تلقّوا لقاحات مخصّصة لمكافحة متحوّر "أوميكرون". وفقاً لما قاله أصحاب اختصاص إلى مجلّة "نايتشر"، ليس واضحاً ما إذا كان التمنيع بهذه اللقاحات ضرورياً أو حتى عملياً.  

 

يعتقد البعض أنّ حالات الإصابة بهذا المتحوّر قد تنخفض حتى قبل أن ينتهي المصنّعون من تطوير اللقاحات. ويشير آخرون إلى صعوبة توقّع ما إذا كان المتحوّر التالي من فيروس "سارس-كوف-2" سيكون مثل متحوّر "أوميكرون".

 

أسّس صنّاع اللقاحات جرعات "كوفيد-19" على سلالة "سارس-كوف-2" التي انتشرت أولاً في ووهان الصينية. لكنّ بيولوجيا الفيروس الأصلية تختلف بشكل كبير عن بيولوجيا "أوميكرون" الذي يحتوي على أكثر من 30 طفرة في مناطق رئيسية من جينومه.

 

يشكّل "أوميكرون" أكثر من 98% من حالات "كوفيد-19" في الولايات المتحدة وهو على طريق أن يصبح المتحور الميهمن في عدد من الدول الأخرى. إن الرقم الكبير للإصابات وواقع أن الناس لا يزالون يدخلون المستشفيات يجعلان دراسة تحديث اللقاح أمراً ضرورياً.

 

تقترح البيانات الحالية أن اللقاحات المبنية على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال مثل "فايزر" و"مودرنا" تحمي معظم متلقيها من المرض الشديد الذي يمكن أن يتسبب به "أوميكرون"، أقله في المدى القريب.

أفادت وكالة الأمن الصحي البريطاني في 14 كانون الثاني أن جرعة ثالثة من اللقاح تخفّض نسبة دخول المستشفى بسبب "أوميكرون" بـ92%. وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنّ الجرعة الثالثة منعت دخول غرف الطوارئ أو وحدات العناية المركّزة بفاعلية بلغت 82% والمستشفيات بـ90% بالنسبة إلى الأشخاص الذين أصيبوا بمتحور أوميكرون.

الأرقام مشجعة لكن المتحور ينتشر بسرعة وعلى نطاق واسع وسيظل الكثير من الناس يدخلون المستشفيات بحسب تحذير إيما طومسون، باحثة في الأمراض المعدية بمركز أبحاث الفيروسات التابع لجامعة غلاسكو البريطانية.  

 

وأضاف تقرير "نايتشر" أنّ الحماية التي يوفرها المعزز تتضاءل سريعاً وفقاً للدراسات. تقترح البيانات البريطانية أنّ الفاعلية ضد الاستشفاء تنخفض من 92% إلى 83% بعد 10 أسابيع على الجرعة الثالثة.

تدفع شركتا "فايزر" و"مودرنا" باتّجاه تصنيع لقاحات مخصّصة لمواجهة "أوميكرون". ويقول المدير التنفيذي لشركة "فايزر" ألبرت بورلا: "لا أعلم إذا أو كيف سيتم استخدامه". وأضاف: "لكننا سنكون جاهزين". في حديث إلى المجلة نفسها، قال ناطق باسم الشركة إنّها تواصل خطتها كإجراء احترازيّ "لكننا لا نعتقد أنه سيكون هنالك حاجة إليه". تتوقع الشركة صدور نتائج أولية عن الاختبار في النصف الأول من السنة الحالية. ولم توفر "مودرنا" جدولاً زمنياً عن موعد صدور نتائجها.

ويرى بول بيينياز، عالم فيروسات في  جامعة روكفيلر الأميركية أنّه إذا حققت "فايزر" هدفها الطموح، فيمكن أن يبرز احتمال بأن يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى فائدة اللقاح. إنّ هيمنة أوميكرون كمتحوّر يمكن أن تكون قد تضاءلت بحلول ذلك الوقت وفقاً لرئيس المجموعة الاستشارية الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تركيبة لقاح "كوفيد-19" كانتا سوباراو.

قد يكون ذلك اللقاح فعالاً ضد المتحور الذي سيهيمن بعد أوميكرون خصوصاً إذا واصل المتحور تطوره على المسار الجيني نفسه. لكن لا أحد يعلم كيف سيتطور الفيروس بحسب بيينياز. منذ أشهر قليلة، توقع عدد من الباحثين، وبشكل منطقي لكن غير صحيح، بأنّ المتحور التالي سيكون فيروساً مثل "دلتا". لكنّ أوميكرون مختلف تماماً.

 

إنّ اتخاذ قرارات نصف سنوية بشأن تكوين لقاح "الإنفلونزا" ممكن لأن هذا الفيروس كان موجوداً لفترة كافية كي يستقر في نمط يمكن التحكم به، حيث تنبثق السلالات الجديدة عادة عن السلالات السابقة. لكنّ ذلك لم يكن صحيحاً بالنسبة إلى "سارس-كوف-2". لا يمكن مطاردة كل متحور بلقاح، لذلك ثمة حاجة إلى نهج بديل كما يقول كبار خبراء الجوائح.

 

"المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية" و"التحالف العالمي لابتكارات التأهب للأوبئة" إضافة إلى معاهد أخرى، كانت تعمل على تمويل بحث لتطوير لقاح يحمي بشكل واسع ضد سلالات عدة لـ"سارس-كوف-2" وأنواع أخرى من فيروسات كورونا.

 
 

لكن ثمة أشخاص لا يزالون ينتظرون تلقي جرعتيهم الأوليين. يقول سوباراو إن هنالك الكثير من المخاوف لو تم إصدار توصية بتحديث اللقاح إذ قد يشعر الناس بأنّ اللقاحات الموجودة لم تعد مفيدة. قد يؤدي ذلك إلى المزيد من التأخير للناس غير الملقحين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم