الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

سجلّ بايدن البيئي (2021 - 2022): محطّات مفصليّة في حرب التغيّر المناخي

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
الرئيس الأميركي جو بايدن متّجهاً نحو الجناح الغربي للبيت الأبيض في (أ ف ب- 24 كانون الثاني 2022).
الرئيس الأميركي جو بايدن متّجهاً نحو الجناح الغربي للبيت الأبيض في (أ ف ب- 24 كانون الثاني 2022).
A+ A-
تولّى جو بايدن منصب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة قبل نحو عام، جاعلاً التغيّر المناخي أولوية أساسية. وقّع حزمة أوامر تنفيذية تعزّز شأن مكافحة تغيّر المناخ بالنسبة إلى الحكومة الفيدرالية، كبند من بنود خطة وضع واشنطن على الطريق لتقليل حصّتها من الانبعاثات الكربونية التي تؤدّي إلى الاحترار المناخي.

أمضى بايدن (79 عاماً) سنته الأولى في البيت الأبيض محاولاً مواءمة سياساته مع الإلحاح الذي يغلّف خطاباته، حتّى أمر بوقف موقّت لعقود إيجار النفط والغاز الطبيعي الجديدة على الأراضي العامة والمياه البحرية إلى أقصى حدّ ممكن، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمس" يومذاك، إلى جانب مراجعة عقود إيجار الوقود الأحفوري.

عملت إدارته بقوّة لجعل الأجندة الطموحة حقيقة واقعة، تتوافق مع قوله عقب تنصيبه: "لقد انتظرنا بالفعل وقتاً طويلاً للتعامل مع أزمة المناخ هذه، ولا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك. نراها بأعيننا، ونشعر بها، وحان وقت العمل".
 
تمثّل جزء كبير من عمل بايدن على إعادة تفعيل عشرات التدابير المتّخذة سابقاً لحماية البيئة التي ضربت بها فوضى دونالد ترامب عرض الحائط. وتضمّنت خطّة الرئيس الديموقراطيّ مجموعة سياسات مناخية جديدة.

بعد فترة وجيزة من تنصيبه، ألغى بايدن مشروع خط أنابيب النفط "كيستون أكس إل" (Keystone XL pipeline) المثير للجدل، الذي يربط حقول كندا النفطية بـالولايات المتحدة، والذي أُطلق مشروع عام 2008، وعلّقه الرئيس السابق باراك أوباما قبل أن يمنح خلفه ترامب الإذن ببنائه. وفي حزيران 2021، أعلن الجهة المطوّرة لخط الأنابيب إجهاض المشروع.
 
في عامه الأول، استهدف معسكر بايدن أو ألغى نحو ثلاثة أرباع سياسات البيت الأبيض التي وضعها ترامب (نحو 170 سياسة حتى الآن).

أعاد بايدن واشنطن إلى اتفاقية باريس للمناخ، التي تركتها في عهد ترامب، وأوقف التنقيب عن النفط والغاز موقّعاً في محمية القطب الشمالي الوطنية للحياة البرية في ألاسكا.


تصاريح التنقيب عن النفط والغاز
وافقت الإدارة الأميركية على 3 آلاف و557 تصريحاً صادراً عن مكتب إدارة الأراضي التابع لوزارة الداخلية، للتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي العامة، في العام الأول لولاية بايدن، وفق تحليل أجراه مركز التنوع البيولوجي، مقارنةً بإجمالي العام الأول لإدارة ترامب (ألفان و658 تصريحاً). وكان معظمها على أرض فيدرالية في نيو مكسيكو.

وبينما أوقف بايدن عمليات تأجير الأراضي والمياه الفيدرالية لشركات النفط في مناطق جديدة، بغرض التنقيب عن النفط والغاز، بعد أسبوع من توليه منصبه، اصطدمت طموحاته بقرار قاضٍ فيدراليّ في حزيران 2021.

أبطل القاضي رودولف كونتريراس الخميس مزاداً كبيراً لإدارة بايدن، كان سيفتح أكثر من 320 ألف كيلومتر مربّع في خليج المكسيك للتنقيب عن النفط والغاز، مشيراً إلى تداعيات الخطوة الرسمية على المناخ.

وشدّد كونتريراس في قراره على أنّ العقود غير صالحة، مؤكّداً أنّ وزارة الداخلية لم تأخذ في الاعتبار بشكل كافٍ تأثيرها على ظاهرة الاحتباس الحراري، وموضحاً أنّ السلطات العامة استخدمت نماذج تحليل مؤرّخة لتقدير تأثير هذا البيع على البيئة، لذلك يجب إجراء تحليل جديد.


على خطى السلف؟
يدافع مسؤولو إدارة بايدن عن قرار دائرة الأسماك والحياة البرية الأميركية عام 2020، الذي رفض تصنيف الولايات المتحدة موطناً حساساً للنحلة الطنانة المرقّعة الصدئة والتي أرجأت إدارة ترامب إدراجها في البداية بموجب قانون الأنواع المهدّدة بالانقراض.

شهد النحل، الذي اتّخذ من الغرب الأوسط للولايات المتحدة موطناً له، انخفاضاً بنسبة 88 في المئة في العقدين الماضيين.

ويتحدّى مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية هذا القرار في المحكمة الفيدرالية، قائلاً: "على الرغم من أنّ النحل الطنان المرقع الصدئ كان شائعاً ووفيراً في معظم أنحاء أميركا، إلّا أنّ بقاء هذا الملقِّح الأصليّ يتأرجح الآن في الميزان".


انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
على عكس عدد من سياسات بايدن المناخية الأكثر إثارة للجدل، فإنّ الخطوة الأكبر التي اتّخذها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تحظى بدعم من الحزبَين، وتتمثّل ببرنامج لخفض إنتاج واستخدام مركّبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs) بنسبة 85 في المئة على مدى السنوات الـ15 المقبلة.

هذه المركّبات الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع في التبريد وتكييف الهواء، قصيرة العمر في الغلاف الجويّ، غير أنّها أقوى بمئات إلى آلاف المرات من ثاني أكسيد الكربون.

وبحلول عام 2050، يتوقّع المسؤولون الفيدراليون أن يخفّض البرنامج 4.5 مليارات طنّ من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي الكمية عينها تقريباً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما يعادل ثلاث سنوات من التلوث عبر قطاع الطاقة في الولايات المتحدة.


شطب مرسوم "ترامبي"
قبل فترة وجيزة من مغادرته منصبه، أنهى ترامب تفكيك قاعدة وكالة حماية البيئة (EPA) لعام 2016، التي ألزمت شركات النفط والغاز بالكشف عن تسرّب الميثان من معدّاتها وإصلاحها بسرعة.

صوّت الكونغرس على إعادة معايير عهد أوباما للحدّ من الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، ووقّع بايدن مشروع قانون يلغي قانون وكالة حماية البيئة في عهد ترامب بشأن انبعاثات الميثان، واصفاً المشروع بأنّه "خطوة أولى مهمّة" للحدّ من التلوث بغاز الميثان، ورأى أنّه "يعكس العودة إلى الفطرة السليمة والالتزام بالصالح العام".

 
90 مليار دولار
اقترحت إدارة بايدن الإثنين استعادة الأسس القانونية للتلوث الناجم عن محطات توليد الكهرباء، بعد تراجع إدارة ترامب عن معالجتها.

عام 2020، قوّضت إدارة ترامب لائحة تُعرف باسم قاعدة "معايير الزئبق وسموم الهواء" (MATS) من خلال تغيير تبريرها القانوني بطريقة تجعلها أكثر عرضة للدعاوى القضائية، حتى اقترحت إدارة بايدن تأكيد أنّه "من المناسب والضروري" تنظيم انبعاثات هذه الملوثات.

وجدت إدارة ترامب أنّ مليارات التكاليف التي سيفرضها امتثال منتجي الطاقة سنوياً تفوق 4 ملايين دولار إلى 6 ملايين دولار من الفوائد التي ستوفّرها اللائحة، بينما رأت إدارة أوباما أن الفوائد ستبلغ 90 مليار دولار، وهو ما يسعى معسكر بايدن اليوم إلى تحقيقه.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم