بعد تأجيلٍ ليوم كامل بسبب الاعتداءات على مطار كابول ومقتل 13 جندياً أميركياً وحوالي 170 مواطناً أفغانياً، استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في البيت الأبيض حيث كان الملف الإيراني حاضراً بقوة في المحادثات.
أراد الطرفان التعرف إلى بعضهما وإيجاد بعض الرؤى المشتركة حيال ملف الاتفاق النووي الإيراني. يعارض بينيت بقوة، كما سلفه بنيامين نتنياهو، إعادة إحياء الاتفاق. من جهته، بدا بايدن مصمماً على الانضمام مجدداً إليه وقدم تنازلات أميركية عدة من أجل إنجاح الديبلوماسية في النمسا.
من المتوقع عودة الولايات المتحدة وإيران إلى المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا الشهر المقبل. وبصرف النظر عن الاختلافات الكثيرة في وجهات النظر بينهما، يبدو أنّ بايدن وبينيت قد وجدا قواسم مشتركة خلال لقاء الأمس.
ذكر موقع "أكسيوس" أن نفتالي قدّم لبايدن استراتيجية إيرانية جديدة وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها استراتيجية "قتل بطيء". بحسب ما نقله الموقع عن المسؤولين، تهدف هذه الاستراتيجية إلى مواجهة إيران عبر مزيج من تحركات صغيرة وكثيرة، على جبهات عدة، عسكرية وديبلوماسية، بدلاً من أن تكون عبارة عن ضربة درامية واحدة.
وقارن بينيت المواجهة بين إيران وإسرائيل بتلك التي برزت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. وأضاف أن إسرائيل هي "أميركا المنطقة" وإيران هي "الاتحاد السوفياتي بنظامه الفاسد والمتحلل".
أضاف بينيت أن واشنطن وتل أبيب تحتاجان لإعادة اعتداء إيران الإقليمي "إلى الصندوق" إضافة إلى برنامجها النووي. لهذا السبب، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من بايدن عدم سحب قواته من العراق وسوريا. شعر الوفد الإسرائيلي بـ"التفاؤل" حيال موقف بايدن حول هذه النقطة. من جهته، لم يبدُ بايدن "متفائلاً" بشأن احتمال عودة إيران للالتزام بالاتفاق النووي، وفقاً للمسؤولين.
لقد كان بينيت "مسروراً جداً" بنقطتين ذكرهما بايدن في بيانه: تشديده على أنّ إيران لن تحصل على سلاح نووي في ولايته وقوله إنه في حال فشلت الديبلوماسية مع إيران، سيبدي استعداداً لدراسة خيارات أخرى.
وقال بينيت لفريق المراسلين الذي سافر معه إنّ اللقاء مع بايدن كان "ممتازاً" وقد شعر أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ فترة طويلة.