الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

القضاء الفرنسي يصادق على إغلاق مسجد مع تصاعد الغضب في العالم الإسلامي

المصدر: النهار
رجال شرطة أردنيون ينتشرون قرب السفارة الفرنسية في عمان أمس.(أ ف ب)
رجال شرطة أردنيون ينتشرون قرب السفارة الفرنسية في عمان أمس.(أ ف ب)
A+ A-
 
نصحت فرنسا أمس مواطنيها المقيمين في دول ذات غالبية من المسلمين أو المسافرين إليها بأخذ احتياطات أمنية إضافية، في ظل تصاعد الغضب من رسوم كاريكاتيرية تصور النبي محمد.
 
وفي إشارة إلى رغبة بعض الدول في الحد من تدهور العلاقات، نددت المملكة العربية السعودية بالرسوم، لكنها أحجمت عن ترديد دعوات وجهتها دول إسلامية أخرى لمقاطعة المنتجات الفرنسية أو اتخاذ إجراءات غير ذلك. 
 
ويعود الخلاف إلى هجوم أمام مدرسة فرنسية في 16 تشرين الأول قطع فيه رجل من أصول شيشانية رأس المدرس صامويل باتي بعدما عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد في درس عن حرية التعبير.
 
وأمس، صادق القضاء الاداري الفرنسي على قرار وزارة الداخلية إغلاق مسجد بانتان في ضواحي باريس لمدة ستة اشهر، والذي اتهمته السلطات بتداول معلومات ادت الى مقتل باتي.
 
واعتبرت محكمة مونترو الإدارية في قرار الحكم، أن السلطات لم "تلحق ضررا جديا وغير قانوني بالحريات الأساسية" عبر إغلاق مكان العبادة موقتًا "من أجل منع تكرار مثل هذا الأفعال".
 
وتتهم السلطات المسجد بمشاركة مقطع فيديو في 9 تشرين الأول على صفحته في الفايسبوك يظهر والد أحد تلاميذ مدرسة بوا أولن في كونفلات سانت أونورين في شمال غرب باريس، وهو يعرب عن تنديده بدرس عن حرية التعبير أعطاه باتي.
 
وخلال جلسة استماع الاثنين، قال محمد هنيش مسؤول المسجد ورئيس اتحاد المسلمين في بانتان والذي قدم طلب استئناف إلى المحكمة الإدارية ، إنه "مربك" واعرب مرارا عن أسفه إزاء هذه "الجريمة الدنيئة".
 
وأفادت المحكمة الإدارية في قرارها "لقد أظهر بما لايدع مجالا للشك، في اي حال، إهمالاً غير مفهوم، في حين أن منصبه ومهامه تتطلب منه مزيدا من ضبط النفس".
وأضافت :"ان هذا التداول يندرج أيضا في سياق تغلغل الحركة الراديكالية في مسجد بانتان الكبير. وهذا ناجم في الواقع عن توصيات السيد دوكوري، الملقب أبو طلحة، أحد أئمة مسجد بانتان الذي يؤم صلاة الجمعة والمنخرط في التيار الاسلامي المتطرف" في المنطقة الباريسية.
 
وأعلن دوكوري الأحد الكف عن أنشطته. 
 
وأكد اتحاد المسلمين في بانتان من خلال محاميه، في بيان، عزمه على استئناف هذا القرار أمام مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في البلاد.
 
وإلى الإغلاق الموقت لهذا المسجد، الأسبوع الماضي حلت السلطات جماعة "الشيخ احمد ياسين" المؤيدة للفلسطينيين، والتي ترعى جمعيات عدة تعتبر قريبة من "الإسلاميين المتطرفين".
 
"ضوابط" 
في غضون ذلك، اكد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي، المحاور الرئيسي للسلطات الفرنسية العامة، أمس دعمه لحرية التعبير، لكنه دعا الى وضع ضوابط لاستخدام الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد خصوصا في المدارس او ما اذا عرضت على مبان حكومية.
 
واعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يترأسه موسوي في بيان :"لا بد من وضع ضوابط للمبادرات الرامية لعرض الرسوم الكاريكاتورية في المؤسسات التربوية للترويج لحرية التعبير".
 
وردا على سؤال لاذاعة "فرانس انفو" حول استخدام هذه الرسوم المثيرة للجدل في العالم الاسلامي كاداة تعليمية، قال موسوي: "لا اعتقد انه الحل الانسب لتفسير مفهوم حرية التعبير للاولاد. لا ارغب في ذلك. هناك وسائل اخرى للقيام بذلك".
 
واوضح لاذاعة "ار ام سي" ان "هناك طريقة للتعامل وضوابط قائمة ويجب ايضا ان يؤخذ في الاعتبار الاطار الذي يمارس ضمنه هذا الحق"، مشددا على انه لا ينوي منع استخدامها.
 
واقيمت تجمعات في ذكرى استاذ التاريخ والجغرافيا في كافة انحاء فرنسا خصوصا في تولوز (جنوب غرب) ومونبولييه (جنوب) حيث اعيد نشر رسوم كاريكاتورية لصحيفة "شارلي ايبدو" محورها الاديان على واجهات بعض المباني الرسمية.
 
وقال موسوي انه يتفهم "الشعور بالاستفزاز" الذي يثيره ذلك لدى بعض المسلمين. واضاف: "لا حاجة لتعمد إهانة المشاعر".
 
وفي مواجهة الانتقادات التركية والباكستانية، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، إن على  أنقرة وإسلام أباد، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.
واستدعت باريس سفيرها في أنقرة في حين وافق البرلمان الباكستاني الاثنين على قرار يحث الحكومة على استدعاء سفيرها من باريس.
 
وكانت الرسوم التي تصور النبي محمد قد نشرت للمرة الأولى قبل أعوام في مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة، ثم تعرض مقرها لهجوم مسلح في 2015 قُتل فيه 12 شخصا.
 
ومنذ ذبح المدرس باتي هذا الشهر نُشرت الرسوم في فرنسا تضامنا معه، مما أثار غضبا في العالم الإسلامي.
 
وتعهد الرئيس إيمانويل ماكرون التصدي لما وصفه "بالانعزالية الإسلامية"، قائلا إنها تكاد تتملك بعض الجاليات المسلمة في فرنسا.
 
والتقى ماكرون الاثنين ممثلين عن المسلمين المقيمين في فرنسا.
 
وفرنسا مورد رئيسي للحبوب لشمال أفريقيا ذي الغالبية المسلمة، كما تحظى الشركات الفرنسية في قطاعي السيارات والبيع بالتجزئة بإقبال كبير في الدول ذات الغالبية المسلمة.
 
وقال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستار، إن من السابق لأوانه تحديد مدى أثر حملة المقاطعة في أرقام، لكنها حتى الآن ذات أثر محدود وتؤثر بشكل أساسي على الصادرات الزراعية الفرنسية.
 
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الفرنسي في طهران بسبب الرسوم بحسب وسائل الإعلام الحكومية أمس.
 
وقال مسؤول في الوزارة للديبلوماسي خلال الاجتماع الذي انعقد الاثنين، إن بلاده ترفض بقوة "أي إهانة واستهانة بنبي الإسلام".
 
وفي بنغلادش رفع المحتجون الاثنين لافتات عليها صورة الرئيس الفرنسي ومعها عبارة "ماكرون عدو السلام".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم