الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الأنظمة الصحيّة في العالم أمام اختبار صعب... في انتظار لقاح ضدّ كوفيد-19

المصدر: أ ف ب
عاملون طبيون لدى وصولهم مع مريض مصاب بكورونا إلى وحدة طوارئ الأمراض المعدية في مستشفى كوتونيو في نابولي (12 ت2 2020، أ ف ب).
عاملون طبيون لدى وصولهم مع مريض مصاب بكورونا إلى وحدة طوارئ الأمراض المعدية في مستشفى كوتونيو في نابولي (12 ت2 2020، أ ف ب).
A+ A-
في انتظار توفر اللقاحات ضد كوفيد-19، تخضع الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد الأنظمة الصحية في الولايات المتحدة، كما في أوروبا، لاختبار صعب، لا سيما أنها ترزح أصلا تحت عبء انتشار الموجة الأولى منذ مطلع العام.

وأحيا اعلان مختبري "فايزر" الأميركي و"بايونتيك" الألماني عن تطوير لقاح "فعال بنسبة 90%" ضد كوفيد-19 وفقا للنتائج الأولية لتجربة ما زالت مستمرة، الأمل في الوقت الذي تشهد حصيلة الحالات والوفيات بفيروس كورونا ارتفاعا كبيرا في أوروبا والولايات المتحدة.

وهذا ما حمل أندريا أمون مديرة الوكالة الأوروبية لمراقبة الأمراض الأربعاء إلى التحدث عن سيناريو "متفائل" مع توقع بدء الاتحاد الأوروبي توزيع اول لقاحات ضد كوفيد-19 "في الفصل الاول من 2021".

واعلنت في المقابل أن الوضع على جبهة الوباء في أوروبا "مقلق للغاية" و"جميع مؤشراتنا تذهب في الاتجاه السيء".

وأعلن المدير العام للاتحاد الدولي لمجموعات صناعة الأدوية توماس كويني لفرانس برس أن البيانات عن فعالية وسلامة أربعة لقاحات اخرى تطورها "موديرنا" و"أسترازينيكا" و"نوفافاكس" و"وجونسون أند جونسون" ستنشر قريبا.

وأكد انه "يفترض أن تطرح جميعها إما نهاية السنة أو في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام المقبل" واصفا نشر فايزر وبايونتيك للبيانات الأولية بأنه "أفضل خبر علمي لهذا العام".

- "فترة طويلة ومأسوية" -
في الولايات المتحدة حيث قد تبدأ حملة تلقيح للأشخاص الأكثر ضعفا قبل نهاية العام، يزيد الارتفاع السريع لعدد الحالات في ولايات عديدة (أكثر من 100 ألف إصابة جديدة يوميا) من الضغوط على مناطق عدة متأثرة بالوباء.

وحاليا هناك أكثر من 65 ألف مصاب بكوفيد-19 يعالجون في المستشفيات على الأراضي الأميركية، وفقا لهيئة تعقب حالات كوفيد، في حصيلة غير مسبوقة.

واعلن الرئيس السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتلييب أن "سرعة زيادة عدد المرضى الذين يُنقلون إلى المستشفى بسبب كوفيد (...) تنذر بفترة طويلة ومأسوية تزداد معها الوفيات".

وقال كريغ سبينسر، العامل في قسم الطوارىء في نيويورك والاستاذ في جامعة كولومبيا: "في البداية تزداد الحالات، ثم بعد أسبوعين يتم ادخال مصابين إلى المستشفيات. وبعد أسبوعين تسجل وفيات".

وأضاف: "كل المعطيات تذهب في الاتجاه الخاطىء وبسرعة".

ولم تتراجع الموجة الأولى أصلا في الولايات المتحدة لكن منحنى الإصابات شهد ثلاثة ارتفاعات ملحوظة: الأولى في الربيع مع ولاية نيويورك بؤرة الوباء، وإعادة تفشيه في الصيف خصوصا في جنوب البلاد وموجة جديدة قوية منتصف تشرين الأول بمستويات غير مسبوقة.

وفي مواجهة هذا الارتفاع، في بلد يفتقر إلى استراتيجية وطنية تمليها واشنطن، تفرض كل ولاية قيودها التي غالبا ما تكون موضع معارضة على المستوى المحلي لأسباب سياسية واقتصادية.

وفي ولاية نيويورك ومينيسوتا، ستضطر المؤسسات التي تملك تراخيص بيع الكحول (بما فيها المطاعم)، إلى الإغلاق في العاشرة مساء. وفي يوتا بات وضع الكمامة إلزاميا.

وأجاز حاكم داكوتا الشمالية لأفراد الطواقم الطبية الذين تبينت إصاباتهم بكوفيد-19 مواصلة مزاولة عملهم في الوحدات المخصصة للفيروس لمواجهة "الضغوط الكبرى" التي يرضخ تحتها النظام الصحي.

وفي أوروبا، حيث تزداد القيود لاحتواء الموجة الثانية من الوباء، ظهر بصيص أمل الخميس من ألمانيا حيث أشار معهد "روبرت كوخ" للمراقبة الصحية إلى "أولى مؤشرات" تحسن في منحنى الإصابات.

وأكد مدير المعهد لوثار فيلر إن "المنحنى يتجه أفقياً"، معتبرا ذلك "مؤشرا على أننا لسنا عاجزين أمام هذا الفيروس" وبأن إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات يمكن أن تساهم في الحد من كوفيد-19.

وقال: "يجب أن نحول دون تدهور الوضع" مشددا على أن هدف ألمانيا هو خفض عدد الإصابات إلى مستوى يمكن للمنظومة الصحية أن تتحمله.

- ارتفاع في الحصيلة -
وبعد فرنسا وبريطانيا ودول أخرى، تفرض المجر منذ الأربعاء عزلا جزئيا يفترض أن يستمر 30 يوما على الأقل تحظر معه التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى الأحداث الثقافية والترفيهية ويوسع حظر التجول.

وقال الطالب لورينك فريتز الذي كان من رواد حانة صغيرة في بودابست قبل ساعات من الاغلاق: "سنقوم برحلات في الهواء الطلق بدلا من التوجه إلى الحانات".

واليونان التي دخلت منذ السبت فترة إغلاق، اعلنت حظر تجول اعتبارا من الجمعة بين التاسعة مساء والخامسة صباحاً بعد ارتفاع عدد الحالات اليومية بكوفيد-19 ما زاد "الضغط" على النظام الصحي.

وترتفع الحصيلة بلا هوادة؛ فقد تخطت بريطانيا البلد الأكثر تضررا بكوفيد-19 في أوروبا، الأربعاء عتبة 50 ألف وفاة وإسبانيا 40 ألفا وإيطاليا تجاوزت مليون حالة كوفيد-19.

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1,275,113 شخصا في العالم منذ الإبلاغ عن ظهور المرض في الصين نهاية كانون الأول، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الأربعاء الساعة 11,00 ت غ.

والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها نحو 240 ألف وفاة ونحو 202 ألف حالة جديدة خلال 24 ساعة، وفقا لتعداد الثلثاء لجامعة جون هوبكينز.

ومطلع الأسبوع، عرض الرئيس الأميركي المنتخب الديموقراطي جو بايدن خطته لمكافحة الوباء وجعلها اولوية في ولايته المقبلة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم