ما مدى خطورة نوروفيروس المتفشّي حديثاً؟

ارتفعت معدّلات الإصابة بالـNorovirus بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة في بريطانيا ما تسبّب بحالة من القلق، لا في بريطانيا فحسب بل في مختلف الدول، خصوصاً أنّ العالم لا يزال اليوم في مواجهة فيروس كورونا وتداعياته.

في ظلّ هذا الواقع، حذّر مسؤولو الصحّة البريطانيّون بضرورة اتّخاذ كافّة الإجراءات الوقائية مع تذكيرهم بالأعراض وسبل تجنّب التقاط العدوى لاعتبار أنّ هذا الفيروس معد إلى حدّ كبير. علماً أنّ الفيروس قد يكون حقّق هذا الانتشار الواسع في هذه المرحلة في الأراضي البريطانية بسبب رفع القيود الخاصّة لمواجهة فيروس كورونا فيها، بحسب الخبراء. هذا ومن المتوقّع أن تعود جراثيم أخرى إلى الانتشار للسبب عينه.

ما هو نوروفيروس؟

لا يعتبر نوروفيروس من الفيروسات المستجدّة، فهو فيروس موجود من سنوات عديدة كما يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبو حنا، وهو ينتشر بشكل خاصّ في فصل الشتاء. إلّا أنّ السبب وراء حالة القلق الناتجة عنة هذا الارتفاع الملحوظ في معدّلات انتشاره يعود بشكل أساسي إلى كونه معدٍ بدرجات عالية. فمن السهل التقاط عدوى هذا الفيروس ونقلها إلى الأخرين.

يعتبر النوروفيروس أكثر الفيروسات شيوعاً بين تلك المسبّبة لالتهابات الأمعاء، سواء لدى الاطفال أو لدى الراشدين، بحسب أبي حنا. وفيما هو موجود أصلاً، إنّ المشكلة الاساسية فيه في أنّه معدٍ جدّاً وثمّة احتمال كبير بأن ينتشر أكثر فأكثر وترتفع معدّلاته أكثر بعد، خصوصاً في دور الرعاية وفي المدارس وفي أيّ أماكن أخرى يمكن أن تحصل مخالطة فيها أو يجتمع عدد من الناس.

هل يعتبر نوروفيروس خطيراً؟
لا يعتبر نوروفيروس خطيراً بشكل خاصّ، وما من مبرّر لحالة الهلع الناتجة عن وجوده. فالفيروس لا يسبّب وفيات ولا يسبب مضاعفات خطيرة، إلّا للأشخاص الذين يعانون مشكلات صحيّة معيّنة أو في حال إهمال الحالة وفي حال تطوّرها من دون تدخّل للمعالجة، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال. أمّا في ما عدا ذلك، فهو لا يعتبر خطيراً بل هو مشابه لكافة حالات التهابات الأمعاء التي تصيب الاطفال والراشدين فتسبّب أعراضاً كالتقيؤ  والإسهال الحاد والغثيان. في مثل هذه الحالات من المفترض اتّخاذ الإجراءات اللازمة تجنّباً لجفاف السوائل في الجسم ولخسارة الفيتامينات والمعادن في الجسم. فيجب عدم إهمال الحالة حتى لا تتطور.

كيف ينتقل الفيروس بالعدوى؟

لا ينتقل النوروفيروس من خلال النفس. فكباقي الفيروسات التي تصيب الأمعاء تنتقل العدوى من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس وبالغائط أو بالاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو عن طريق الطعام في حال تلوثه. لذلك يعتبر الأشخاص الذين يقدّمون الرعاية لشخص مريض أو طفل أكثر عرضة لالتقاط العدوى ولا بدّ لهم من التنبّه واتخاذ إجراءات النظافة وغسل اليدين بشكل متكرّر على سبيل الحماية.

تجدر الإشارة إلى أنّ معدّلات انتشار النوروفيروس ارتفعت اليوم بشكل ملحوظ في بريطانيا بشكل خاصّ، إلّا أنّه موجود حكماً في لبنان وإن كانت لا تجرى الفحوص الخاصّة لكشفه في كلّ مرّة تظهر أعراض يمكن أن تكون ناتجة عنه.