اشتهر العرب منذ القدم، بلسانهم القويم. عرب كانوا يتبارزون بالشعر لتوجيه انتقادات سياسية أو اجتماعية معينة، أو للتعبير عن حالة من الحبّ والرخاء، فامتدحوا المشروبات والنساء، وتناولوا المعارك والغزوات.
وعندما كان الخلاف يحتدّ ويشتدّ، بين بعضهم البعض، كان العرب يتبادلون الشتائم. نعم عزيزي القارئ، فإنّ الشتائم كانت تعدّ ركنًا أساسيًا من حياة المجتمع العربي قديمًا.
سباب وشتائم وتبادل اتهامات، جرى تداولها، في عصر الجاهلية واستمرّ الأمر في العصر الإسلامي. سنتابع في هذا التقرير أبرز تلك العبارات والمواقف التي صدرت فيها.
1- تشتهر الأفلام والمسلسلات العربية، خاصة التي ترصد العهد الإسلامي الأول، أو من يتناول مازحًا الفترة العربية القديمة، كلمات مثال: ويحك، وتعني الويل، فيما عبارة ثكلتك أمك، وتعني الدعاء على الشخص بأن تخسره أمه، أي أن تفجع به، فيما واحدة من أشهر الشتائم، هي؛ قبح الله وجهك، وتعني أنّه نحاك عن كلّ خير أو أنكر عليك ما فعلت.
2- وخلال فترة خلاف المسلمين مع المشركين، وبينما كان الجدال ما زال قائمًا حول إعلان الحرب والقتال على المسلمين أم لا، اتهم أبو جهل، الذي كان يدعو للحرب، عتبة بن ربيعة، الذي كان يميل إلى السلم، بالجُبن، وقال له: "انتفخ والله سحره".
وقصد أبو جهل باستخدام هذه الشتيمة، القول أنّ عتبة بن ربيعة، يعمد إلى تلوين مؤخرته باللون الأصفر مستخدمًا الزعفران، وهي نوع من الحناء، كان المثليون في ذلك الوقت يعمدون إلى تلوين مؤخرتهم بها، بهدف الإثارة.
3- إلّا أنّ أكثر ما انتقده العرب في القدم، هو البخل والجبن، فيقول عمرو بن كلثوم، والذي كان من أسياد قومه، "نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا :: فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا"، ويعني عمرو في شعره هذا، أنّه سارع إلى تقديم الضيافة إلى زواره كي لا ينعتوه بالبخيل.
4- كذلك حاول العرب قديمًا الامتناع أو انتقاد سليطي اللسان، الهدف من ذلك التمسك بحسن الأخلاق، فيقول زهير بن أبي سلمى، في أحد أشعاره "وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ : يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقي الشَتمَ يُشتَمِ". وبهذا القول دعوة للناس إلى الابتعاد عن المواقف التي تعرض صاحبها للشتيمة.
