الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مروة: لا علاقة بين قيمتي وقامتي... ونحن لسنا مختلفين

المصدر: صيحات
ياسمين الناطور
مروة زيتون
مروة زيتون
A+ A-

خُلقنا بأشكال وأحجام مختلفة، وهذا شيء ليس بإرادتنا بالطبع.. فإنها مشيئة الخالق، بل هذا التنوع الخلقي هو ما يجعلنا مميزين وليس مختلفين، لكن ما زال مجتمعنا جاهلاً بعض الحالات الخاصة التي تعيش وسطنا اليوم، كما تعاني بسبب عدم تطبيق القوانين أو وجود حقوق تدعمهم، تماماً كحالات "قصر القامة"  “DWARFISM”  أو بمعناه غير المحبوب "التقزّم". هي عبارة عن نقص في القامة أي الطول، تكون بسبب حالة وراثية أو طبية، حيث يبلغ طول الشخص البالغ أربع أقدام و10 بوصات (147 سنتيمترًا) أو أقل ويبلُغ متوسط أطوال الأشخاص البالغين المصابين بقصر القامة حوالي 4 أقدام (122 سنتيمترًا).


يظن البعض أن الأشخاص الذين يعانون من قصر القامة لديهم قدرات محدودة أو لا يستطيعون القيام بالمهام العادية، لكن على العكس تماماً، هم لا يختلفون عن الآخرين بشيء إلا بطول القامة، بل يمتلكون مستوى ذكاء عالياً ويملكون مواهب كثيرة متنوعة، كما أن واحداً من أصل 15 ألفاً لديهم قصر قامة، ومروة زيتون واحدة منهم. لذلك وبما أنه شهر التوعية على حالات قصر القامة كان لصيحات دردشة مع مروة مسؤولة قسم الاجتماع في مؤسسة خيرية، والتي تمتلك موهبة الرسم والتصوير، بالإضافة إلى مساهمتها في تأسيس منتخب كرة قدم لقصار القامة الوحيد والأول في لبنان وستتبعها أنشطة كثيرة في المستقبل.



في سياق الحديث سألنا مروة عما إذا كانت تواجه صعوبات كون لديها حالة قصار القامة،  فكان ردها أن الصعوبات كانت في البداية فقط أي نظرة المجتمع والتكيف مع البيئة، لأن في وقتها لم يكن هناك وعي كافٍ، وحتى أنا لم أكن على معرفة بوضعي كثيراً، لكن اليوم أصبح الوضع أسهل. لدي وظيفتي وكياني الخاص والذي بدوره غير نظرة المجتمع إلي وألغى فكرة أن قصار القامة لا يمكنهم فعل أي شيء فإنجازاتي تحدثت عني، وهذا ما ألغى جميع الصعوبات التي مررت بها سابقاً.

 

وأضافت في حديثها لـ  صيحات أنه يجب تسليط الضوء علينا أكثر ليس من جهة المساعدة، لكن هناك حقوقاً لقصار القامة ولذوي الهمم بشكل عام، على سبيل المثال في القانون يجب أن يكون في كل مؤسسة 3% يعملون من ذوي الهمم، بالإضافة إلى قانون 220/2000 المقرر منذ 20 سنة أن يعتمدوا على دفتر شروط المعايير الدامجة لجميع المشاريع والذي يجب على الدولة أن تهتم بهذا الموضوع أكثر، ويمكنهم البدء بمنتخبنا الجديد الذي تم تأسيسه مؤخراً بأن تقوم المؤسسات الرياضية بالاهتمام وتسليط الضوء علينا كي نصل أسرع لأنه يمكننا فعل أي شيء ونحن قادرون على ذلك.



ختمت مروة بطلب أن يكون هناك وعي للتعامل مع الأشخاص من ذوي الهمم، لأنهم حساسون أكثر من غيرهم، لكن بالرغم من حساسيتهم هم فعالون إذا وجدوا في المكان والبيئة المناسبة، كما يجب تعليم صغارنا كيفية التعامل معهم، وعلى أهالي قصيري القامة دمجهم مع المجتمع كي لا يكون هناك حاجز للانخراط فيه، بل يجب أن يتعلموا من قصار القامة الفاعلين بينهم، دكاترة، أطباء، مهندسين وحتى موسيقيين وفنانين.

مروة اليوم أثبتت وبجدارة أن لا شيء يمكن أن يمنعها من الوصول إلى حلمها، فصوتها وانجازاتها في مجتمع وبيئة شبه غير متفهمين يجعلها الأقوى بينهم أكثر من حالتها المميزة. 



 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم