كيف يهرّب الوقود من لبنان إلى سوريا؟
Smaller Bigger
وكأن ما في لبنان لا يكفيه، وكأن معاناته اليومية محدودة. أزمة اقتصادية مستفحلة تتفاقم يوماً بعد يوم في هذا البلد الصغير المساحة إلا أن مساحته الصغيرة ليست معياراً لضبط حدوده والكف عن تهريب السلع المدعومة من وزارة الاقتصاد. 
من فترة وجيزة، يترقب المواطن أي محطة وقود تبسط خراطيمها كي يحرك مقوده تجاهها، وقود شحيح تجاه المواطنين، وغزير نحو الأراضي السورية. فمن منّا لم يسمع عن تهريب الوقود من لبنان إلى سوريا، تهريب يحصل "وعلى عينك يا دولة"، وذلك بدعم وتأييد وحماية حزبية، يستفيد منه زعماء الطوائف ومناصروهم فيما الخاسر الأول هو هذا البلد المنهار، ومواطنوه المحرومون من أدنى حقوقهم.
 
 
كيف يحصل التهريب؟
 
يحصل التهريب بطرق مختلفة ومتنوعة، بعضها عبر الصهاريج التي تنتقل عبر المعابر غير الشرعية أو الشرعية حتى بين البلدين، وبحجج متنوعة غير مقبولة أو مقنعة وسط هذا الانهيار الكبير الذي يحصل في لبنان. وليس إمساك أو منع اللبنانيين للصهاريج بالمرور أو توثيق تهريبها بخفى على أحد.
 
إنما الصهاريج ليست وحدها الوسيلة المستخدمة، بل إنّ بعض المهربين يستخدمون وسائل كالسيارات أو الشاحنات، وبعضهم عبر الدراجات النارية بين البلدين لنقل غالونات معبأة بالبنزين و المازوت، فيما تكاد تكون وسيلة نقلها باستخدام الدواب "كالحمير" أحد أسهل الطرق وأكثرها شيوعًا.
 
معابر تديرها عائلات 
 
 
لا يحتاج الأمر إلى تمحيص، عمليات التهريب في مجملها تحصل عبر المعابر غير الشرعية الممتدة على طول الحدود بين البلدين، مع العلم أنّ بعضها يمرّ عبر الحواجز الأمنية الشرعية -بالواسطة-.
 
ومع نفاذ مادتي المازوت والبنزين من معظم المناطق اللبنانية، يستمرّ التهريب عبر المعابر غير الشرعية خاصة، وهي معابر تديرها عائلات لبنانية محمية حزبيًا خاصة من قبل أحزاب كحزب الله وحركة أمل لعلاقتهما القوية بالنظام السوري، وذلك من خلال معابر، مثل: معبر "محمد علي رشيد جعفر"، معبر "قبّش" الذي يديره آل جعفر، ومعبر "آل الجمل"، والمعابر الممتدة على طول الحدود بين منطقتي "القصر و"جرماش"، والتي يقال إن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد يشرف على إدارتها شخصيًا.
 
ومن المعروف أنّ عدد المعابر غير الشرعية بين البلدين يكاد يبلغ نحو 20 معبرًا، لا تستطيع الدولة اللبنانية إغلاق اي منها، لعدم توافر الإمكانيات الأمنية لذلك من جهة، أو لغياب الغطاء السياسي لأي عملية من هذا النوع. 
 
جدير بالذكر أنّ تهريب المواد إلى خارج الحدود وخاصة تلك المدعومة يستنزف خزينة الدولة التي تعاني من انهيار  مالي واقتصادي، فيما المواطن بات يبحث عن لقمة تسدّ رمقه، أو ببنزين يؤمنه لسيارته كي تنقله إلى مقرّ عمله.
 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/27/2025 1:37:00 PM
بعد عامٍ على الهزيمة، تسلّط رؤية نابليون الضوء على أسباب خسارة الحزب.
شمال إفريقيا 11/27/2025 10:52:00 AM
وفاة الإعلامية المصرية هبة الزياد بشكل مفاجئ خلال نومها، في رحيل غير متوقع شكّل صدمة واسعة لدى متابعيها
لبنان 11/26/2025 3:37:00 PM
من خلال الكشف الذي أجرته شعبة المعلومات، تبيّن أن أفراد العصابة أحدثوا فجوة في الجدار الخلفي للمحل من جهة منزل مهجور، وتمكّنوا عبرها من الوصول إلى متخت المتجر.
لبنان 11/26/2025 5:55:00 PM
تمّ تعديل التعاميم بحيث تمّ السماح للموسسات الفردية والجمعيات المرخصة من المراجع المختصة (خيرية أو دينية) الإفادة من التعميمين.