كشف وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، اليوم الاثنين، أنّ العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يحضر القمة العربية التي ستعقد في الجزائر "لاعتبارات إقليمية"، معتبراً في الوقت عينه أنّ القمة العربية حدث رئيسي، لكنها "لا تختزل" العمل العربي المشترك.
وقال بوريطة، في تصريح إلى قناة "العربية": "يتعذّر على العاهل المغربي حضور القمة العربية لاعتبارات إقليمية".
وأكّد أنّ العاهل المغربي أعطى تعليمات للوفد بالعمل البناء رغم عدم حضوره، لافتا إلى أن الجامعة العربية هي قناة التواصل الوحيدة مع الجزائر.
وشدد وزير خارجية المغرب على ضرورة منع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وذكر أنّ "ثلثي وفدنا الإعلامي وصل إلى الجزائر وعاد من المطار لسبب غير واضح"، معتبرا أنّ إيضاحات الجزائر بشأن أزمة الخريطة "لم تكن مقنعة".
وكان الوفد المغربي، الذي شارك في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، قد احتج على نشر قناة جزائرية خريطة المملكة من دون منطقة الصحراء الغربية، قبل أن تتراجع وسيلة الإعلام عن ذلك.
كذلك، طالب وزير الخارجية المغربي، بحسب مصادر دبلوماسية، بإدراج نقطة تسليح إيران لجبهة البوليساريو الانفصالية بالدرون (الطائرات المسيرة)، واستهدافها الأراضي العربية، سواء في الخليج أو المغرب ضمن جدول الأعمال الاجتماع، بيد أن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة رفض ذلك.
وقالت المصادر عينها لـ"النهار العربي" إنّ بوريطة علّق على كلام العمامرة قائلاً: "ليس من حقك الرفض. هناك تصويت وإجماع". بيد أن العمامرة تجاهل ما قاله الوزير المغربي. لكن بوريطة أعاد طرح الطلب نفسه ودعمه معظم من كان في قاعة الاجتماع.
ويجتمع القادة العرب غداً الثلثاء في قمة تستضيفها الجزائر هي الأولى منذ ثلاث سنوات، حيث أقيمت آخر قمّة في آذار (مارس) 2019 في تونس، قبل تفشي وباء كوفيد-19.
وبدأ اليوم توافد القادة العرب إلى الجزائر للمشاركة في القمة العربية، على أن يستكمل وصولهم غدا صباحا تمهيدا لبدء أعمال القمة مساء.
وقد أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن مشاورات وزراء الخارجية توصلت إلى نتائج توافقية تسهل عمل القادة في القمة.
وتوافق المشاركون في الاجتماع الوزاري على مشروع جدول أعمال القمة، وعلى المواضيع المرفوعة من قبل المندوبين وكبار المسؤولين التي عقدت على مدار الأيام الماضية.
وتنبأت الجامعةُ العربية، بدورها، بنجاحِ قمةِ الجزائر، مؤكدةً تجاوزَ جميعِ التوترات التي شهدتها الجلسةُ الأولى من اجتماعِ الوزراء.
نبض