يوم قال بوتين عن احتمال انضمام روسيا الى الناتو... لمَ لا، لم لا؟
في ظل المواجهة المحتدمة بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا، يذكر كتاب وديبلوماسيون بما قاله فلاديمير بوتين عام 2000، إذ كان قائماً بأعمال الرئيس الروسي، من أن روسيا ستنظر في الانضمام إلى "منظمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، إن وافق التحالف على معاملتها كشريك متساو مع بقية الدول الغربية.
"لِمَ لا؟ لِمَ لا؟"، هكذا رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سؤال من مراسل "بي بي سي" ديفيد فروست حول العضوية الروسية في "الناتو"، مضيفاً: "أنا لا أستبعد هذا الاحتمال، إذا أخذت مصالح روسيا في الاعتبار، وتعاملت كشريك متساو مع الدول الأعضاء الأخرى".
وقال بوتين في مبادرة غير متوقعة للغرب: "روسيا جزء من الثقافة الأوروبية، وأنا لا أعتبر دولتي معزولة عن أوروبا، وعما نتحدث عنه غالباً على أنه العالم المتحضر، لذلك، يصعب التخيل أن الناتو عدو".
وجاءت تصريحات بوتين التي أدلى بها قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الروسية في حينه، في وقت كانت روسيا تواجه انتقادات في الداخل والخارج بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان ضد المدنيين في الحرب في الشيشان، ولا سيما من المنظمات الأوروبية المدافعة عن حقوق الإنسان.
وقالت صحيفة "الواشنطن بوست" في مقال كتبه ديفيد هوفمان في 6 آذار (مارس) 2000 إن تصريحات بوتين جاءت أيضاً في أعقاب سلسلة من الإشارات الإيجابية من الغرب، التي شملت اعلاناً للرئيس الأميركي بيل كلينتون أن بوتين شخص "يمكن التعامل معه".
وكانت الإدارة الأميركية تأمل في حينه أن يصادق مجلس النواب الروسي على معاهدة "ستارت 1"، فضلاً عن عقد قمة مع بوتين بعد ذلك لإحراز تقدم نحو معاهدة جديدة، رغم استمرار الخلافات بشأن دفاعات المضادة للصواريخ البالستية.
وفي حينه، رد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف، المرشح الرئاسي، بأن الإدلاء بتصريحات مماثلة أمر ساذج، مضيفاً أن بوتين يفتقر إلى فهم قضايا السياسة الخارجية، وفي حالات مماثلة، يجب على الأقل تعيين مستشارين.
وفي المقابل، أيده آخرون. وصرح فلاديمير لوكين، السفير السابق للولايات المتحدة ونائب رئيس البرلمان، أن روسيا يمكن أن تنضم إذا قلص "الناتو" تركيزه العسكري، لمصلحة السياسة. وقال لوكين: "في الأساس، بوتين على حق، لكن هذا سيكون عملاً طويلاً ومعقداً".
وفي مقابلة مع وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس، تذكر فريد زكريا إن بوتين أبلغ اليه على هامش حديث معه، أن عامي 1999 و2000، "تحدث مع ادارة كلينتون وحتى ادارة بوش عن احتمال انضمام روسيا الى ناتو".
ولكن رايس ردت بأن بوتين لم يثر هذه المسألة معهم، مشيرة إلى أنها لا تذكر حديثاً تناول توسع "الناتو". وقالت إن ذلك جاء في ما بعد، عندما تذكر بطريقة خاطئة الحديث بين جيمس بيكر ورئيس جورجيا السابق إدوارد شيفاردنادزه، مفترضاً فيه قول بيكر أن "الناتو" لن يتقدم نحو الشرق.
وأضافت رايس أن "المرة الاولى التي ظهرت هذه المشكلة كانت عندما بدأ الحلف التفكير في نشر أسلحة دفاعية في رومانيا وبولندا وجمهورية التشيك. عندها زعم بوتين أن الحلف يستخدم هذه الأراضي لطريق روسيا".