الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الروم الكاثوليك... الدور الوفاقي والواجب التوفيقي

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
الدكتور جورج كلّاس*قد يكون السؤال الأكثر طرحاً وإلحاحاً في هذه الحال الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، هو سؤال الذاتية الذي تطرحه كل جماعة أو طائفة على نفسها في محاولة لتلمّس ركائز وجودها وكيفية تفاعلها مع الواقع المأزوم وتعاملها مع دقة الظرف المفروض والطارئ.هذا المسار الشائك من مأزوميَّةِ الواقِع الى مأزقيّة الكيان، يتطلب التعاطي الواقعي والعملاني الجريء مع التحوّلات السياسية المستجدّة والتغيّرات الإقليمية الطارئة على الحالة اللبنانية العامّة، التي فرضت على الجماعات والطوائف اللبنانية واقعاً غريباً عنها وغيرَ مألوفٍ في سلوكيّاتها في أخلاقيات التعاطي بعضها مع بعض، وتطلعاتها المشتركة لصياغة مستقبل أوضح وأَثبت تركيزاً لبناء علاقة تعايشية محصّنة مع المكوّنات المجتمعية التأسيسية للوطن، تتطلّب من الروم الكاثوليك أن يرجعوا الى ذاتيتهم ويصفنوا عميقاً ليتذكّروا ما كانوا عليه ماضياً من تراثات روحية ووطنية وفكرية، ويفكّروا في ما هم عليه اليوم من وضعية حيادية وانكفاء واختباء، ويتعظوا من دروس الزمن، ويتبصّروا بما قد يواجههم في مقبل الأيّام من تحدّيات مهدّدة لوجودهم الكياني، قبل أن يأكلهم الزمن وينساهم التاريخ ويكتشفوا فجأة أنهم أصبحوا على رصيف الوطن، بعد أن كانوا قلبَ لبنان ومن صخرات زوايا بنيانه.السؤال الأصعب الذي يُطرح الآن ويلحُّ بقوة هو سؤال الذاتية الكيانية الباحثة عن نفسها في ضبابية الضياع، لتسأل أَينَ نحن؟ مشفوعة بسؤال المرجعية المُتلمِسّة لدورها ولتهجس مَنْ نحن؟ بعيداً عن مثلث تبرير القصور، كالاختباء وراء اتهام الآخرين، والإمعان بالتوبة والندم، والتخوّف من الآتي، من دون أن نَجرؤ، ككنيسة وعلمانيين، على أن نطرح على أَنفُسِنا السؤال الوجودي الأكبر، كيف نبادر؟ أو كيف نرجع الى ذاتنا لنحضر من جديد؟الأمر الذي يفرض نفسه بقوة في الوجدان العام للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان اليوم، هو ما يعانونه من ضمور مؤلم على صعيد حضورهم السياسي، وضمور دورهم الوطني، بفعل الوَهن اللاحق بالخيار السيادي، الذي توافقت عليه المكوّنات اللبنانية الكيانية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم