الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

جامعة الدّول العربيّة: هل فات الأوان؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
جامعة الدّول العربيّة.
جامعة الدّول العربيّة.
A+ A-
إيمان درنيقة الكمالي*‎ من المؤسف، والمحبِط، مشاهدةُ الأمّة العربيّة، مرّة جديدة، تندبُ حظّها، وتصرخُ في التّظاهرات، وتغرقُ في بحرِ العويل. من المؤسفِ والمخزي رؤيةُ ذلك، لأن العربَ سيعودون إلى سابقِ سباتهم، من دون أنْ يكونوا قد اقتربوا قيدَ أنملةٍ من أيّ خطوةٍ فعليّة لدعم إخوتهم في فلسطين.‎وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن "دور" جامعة الدّول العربيّة حيال القضايا العربيّة عموما، والقضيّة الفلسطينيّة خصوصا.‎ بعد نحو خمسين يوماً من إعمالِ آلة القتل الصّهيونية في الشّعب الفلسطيني في غزّة، و"سقوط ما يقارب الـ 15 ألف شهيد"، انعقدت القمّة العربيّة الإسلاميّة المشتركة "الطارئة" في الرّياض.‎ وعلى رغم أنّ هذه القمّة شهدَت مشاركةَ جميع الدّول العربيّة والاسلاميّة، وصدرَت عنها "مقرّرات" بدت "شكليّا" أنّها "أعلى نبرةً"، و"أكثر جدوىً" من سابقاتِها، إذْ شملت إقامة الدولتيْن، وإعادة تشكيل السّلطة الفلسطينيّة، والوقوف إلى جانب مصر في فتح معبر رفح، وتمرير المساعدات، واعتبار التّهجير وقتل الفلسطينيّين "جريمة حرب"؛ فإنّ هذه المقرّرات، ومن دون أدنى شكّ، لم تعدُ كونها "قنابل صوتيّة" لم يتعدَّ أثرُها القاعة الّتي عُقدت فيها.فقممُ الجامعة هي روتينيّة وبروتوكوليّة، وكلّ قمّة تعقُدها هذه الجامعة ليست إلّا رقماً آخر يُضاف إلى القمم السّابقة، ولا يُميّزها عما سبقَها إلّا مكان انعقاد القمّة وتوقيتها.‎ أمّا دوريّة هذا "الحدث الكبير"، أي انعقاد القمّة، فليست إلّا تذكيراً متواصلاً بعجز العرب عن القيام بأيّ عملٍ جماعي موحّد تجاه القضايا العربيّة؛ والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، والحرب الدّائرة في سوريا. والحقيقة أنّه حتّى في ما يخصّ المشاكل الحدوديّة بين الدّول وجيرانها، فقد وقفت الجامعة موقفَ المتفرِّج الّذي يكتفي بالنّظر إلى الدّول العربيّة وهي تتفكّك، لتصبحَ اليمن يمَنين، ويجتاح العراق الكويت،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم