الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

رسالة استقالة في سبيل الفلسفة والجامعة والإنسان

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفة احتجاجية للأساتذة المتعاقدين على طريق عام بعبدا (تعبيرية - مارك فيّاض).
وقفة احتجاجية للأساتذة المتعاقدين على طريق عام بعبدا (تعبيرية - مارك فيّاض).
A+ A-
خالد كموني*علَّمتنا الفلسفة أن الحياة مظهرُ الإرادة الحرَّة، كي نكون شيئًا في هذا الوجود. إن الفلسفة هي نضال النفوس الشريفة في إثبات قيُّوميَّة العقل فوقَ أي اعتبار، هكذا وضعتنا العبارات في واحة المعنى، نختار ما يحاكي أخلاقيَّة الحضور الاجتماعي، ونثور في وجه كلِّ من تسَوِّلُ له نفسه أن يمسَّ كرامةَ الإنسانِ في العيش الحر. هذا العيش الذي يجعلُ الرأيَ بمستوى الكينونة العارفة والحضور الواعي في الوجود.إن ما جرى في الجامعة اللبنانية هو قصدِيَّة الإفساد، هذا الفعل الشنيع الذي أودى بمصير ما يقرب من تسعين ألف طالبٍ وأربعة أو خمسة آلاف أستاذ وعامل ومدرِّب، وغيرهم مِمَّن انتمى إلى هذا الصرح الوطني العظيم. هذه الجامعة ليس فيها مَن يعرِفُ قيمةَ المقام الذي يقيم فيه؛ إن إدارة الجامعة يجب أن تُدرِكَ أن مقامَ العلم هو مبعثُ القرار وليس مصفاةَ قرارات الإدارة السياسية للبلاد، بخاصَّةٍ أننا محكومون من ساسةٍ لا يعرفون إلى الضمير نهجًا ولا إلى القانون دربًا ولا إلى الحق وسيلة.إن إدارات الجامعة وعماداتها ورئاستها، كلها مناصب ملك الطوائف اللبنانية، توزَّع على أديان الأمة ومِلَلِها بالتساوي، فإذا اختلَّ ميزانُ تعيين واحدٍ من هذه المجموعة، فإن تعطيل الجامعة بأسرها أمرٌ حتمي وعادي بالنسبة إلى هذه الزمر. إنَّ المِلَّةَ أهمُّ من كلِّية الآداب والعلوم الإنسانية، ومن قسم الفلسفة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم