الخميس - 16 أيار 2024

إعلان

جامعتنا والوطن... وجع مشترك تحت أقنعة السرقات الموصوفة

المصدر: "النهار"
Bookmark
صورة من تحرّك دعماً للجامعة اللبنانية.
صورة من تحرّك دعماً للجامعة اللبنانية.
A+ A-
الدكتورة نهى الغصيني*بدأت صباحي بالوقوف منتظرة فرج الله والموظف خلف كونتوار المصرف لتحصيل حقي في الراتب الشهري وبالليرة اللبنانية. أيستحق طلبي كل هذا الذل في الإنتظار وخسارة الوقت الذي لا يعوَّض؟ كي أقتل الإنتظار، شغلت نفسي باحتساب الوقت الذي يضيع على جميع مَن هم في المكان، وأتحسر على وقتي الذي أهدره لتأمين أمور هي بديهية لدى غيرنا من الشعوب... ولكن لماذا أُضخّم المسألة؟ فدولتنا نفسها لا تعي أهمية الوقت الذي يذهب ولا يعود، ما يزيد تراكم الخسائر في حياتنا... وكي أخرج من إحباط طول الإنتظار، استرسلت في حلم جميل أنّ دولتنا الواعية الرشيدة تعتمد في سياساتها التنموية على النتاج العلمي والبحثي الريادي لجامعتنا الوطنية، ما يجعلها جامعة مُنتِجة ومُرتبطة عضويّاً بعجلة الإنتاج والتطوير الوطني، جامعة قادرة على القيام بما يتوجب عليها من دراسات رائدة منبثقة من حاجات مجتمعنا وشؤونه وشجونه. أغرق في حلمي أن الجامعة اللبنانية، بمواءمتها ما بين هياكلها الأكاديمية والبحثية والسياسات الوطنية والمحلية، قد أصبحت المرجع المطلوب لتطوير ونقل المعرفة والحقيقة العلمية الى المعنيين في الشأن العام. ولكن، إنها حقيقة لا حلم! وخير دليل مشاركة الجامعة اللبنانية مع وزارة الصحة العامة في سياسات مكافحة جائحة كورونا في كل أنحاء الوطن وعبر مختبراتها وكفاءاتها العلمية العالية... هي حقيقة قابلة للتعميم في كل مفصل من مفاصل الحكم الرشيد كي تحقق اللُحمة المطلوبة ما بين الدولة والجامعة الوطنية والمجتمع، وتؤكد أن الجامعة اللبنانية هي الجامعة - الأمّ الحاضنة لآمال اللبنانيين وأحلامهم وطموحاتهم لتحقيق الأرقى من أجل الوطن... وكم هو كريه صوت الموظف ينادي برقم دوري، ويوقظني على الحقيقة المُرّة التي نعيش: دولة غائبة عن شعبها بكل المقاييس، وجامعة وطنية تكافح "بلحمها الحيّ" كي تصمد.أهرع الى مكتبي البارد (لا كهرباء ولا تدفئة ولا أنترنت) في مبنى كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية في فرن الشباك. أنكب لإيجاد حلول لمشاكل كثيرة قد لا تمتّ الى العالم الأكاديمي بصلة - منها تأمين المازوت لتشغيل مولد الكهرباء- ولسان حالي يردد: كيف نستطيع تأمين حسن سير الأعمال في الكلية وتنشيط الحياة الطالبية بين تلك الجدران المتعطشة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم