الرئيس فؤاد شهاب وترتيباته الإدارية والعسكرية اللاطائفية

العميد المتقاعد أنور يحيى*ينحدر اللواء فؤاد عبد الله حسن شهاب من أسرة تناوبت حكم إمارة جبل لبنان بعد انقراض حكم المعنيين 1697 حتى نهاية حكم الأمير بشير الثالث في العقد الخامس من القرن التاسع عشر. تخّرجَ برتبة مُلازم من المدرسة الحربية سنة 1923 في زمن الانتداب الفرنسي، وتزوج فرنسية أثناء دورة تدريبية في فرنسا ولم ينجب أولاداً، وكان جنود الجيش بمختلف رتبهم هم أولاده.بتاريخ الأول من آب 1945 كلفه الرئيس بشارة الخوري تأسيس الجيش اللبناني، وبدأ القائد باختيار أركانه ونفخ الروح الوطنية في قطع الجيش المبعثرة وكان له الدعم التام من الرئيس والحكومة وأثبت جدارة وتوازناً ومواطنية صافية لدور الجيش بالسهر على سلامة الوطن.لم تُغره السلطة عام 1952، عندما طلب إليه رئيس البلاد التصدي لتظاهرات طالبت باستقالته بل ظل والجيش على الحياد، ما استدعى تكليفه، بثقة المعارضة والرئاسة، ترؤس حكومة انتقالية لتسهيل انتخاب رئيس جديد للبلاد ولم يتجاوب مع طلب المعارضة القوية لانتخابه رئيساً، بل عاد الى قيادة الجيش فور انتخاب الرئيس كميل شمعون، من المعارضة، رئيساً للبلاد.بنتيجة انتخابات 1957 وإسقاط رموز المعارضة التمديد للرئيس شمعون، انفجرت ثورة شعبية بوجهه في بيروت والجبل قادها: صائب سلام وكمال جنبلاط... فيما دعم حزب الكتائب والحزب السوري القومي الاجتماعي الرئيس شمعون، ظل الجيش على الحياد ولم ينخرط بقتال لمصلحة أحد، فيما التحق قسم من الجيش والدرك والشرطة بالمقاومة...كان الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة (التي ضمّت الإقليم المصري والإقليم السوري) يدعم الثورة بوجه حلف بغداد الذي انضم إليه الرئيس شمعون، الذي استعان بالأسطول السادس الأميركي الذي وصل لبنان صيف 1958، وأضحت إدارات الدولة اللبنانية، العسكرية والأمنية، مُقسمة تنتظر المنقذ القائد، فكان انتخاب اللواء فؤاد شهاب، قائد الجيش، رئيساً للبلاد بتوافق إقليمي ودولي، ونال 48 صوتاً فيما نال ريمون إده 7 أصوات؟ وتسلم الرئاسة بتاريخ 23/9/1958.دعم الرئيس عبد الناصر، الرئيس اللبناني...