تهتمّون بأمور كثيرة والمطلوب واحد

شرف أبو شرف*إن نوع الإنسان يعيش بالتشارك، والتشارك محوّج الى التحاور "ابن سينامضحكٌ مبكٍ أمر السياسيين في لبنان. تراهم منهمكين بلقاء المسؤولين في دول القرار القريبة والبعيدة، شرقاً وغربا، جلاءً لموقف وأخذ نصائح وتوجيهات، أو تباركاً أو تزلفاً واستعطاءً، حتى بات الاعتماد على الخارج وخاصة بعد اتفاق الطائف، ثقافة سياسية. وما زال زمن الباب العالي، وعهد الانتداب الفرنسي، وأيام عنجر والوصاية السورية ماثلاً أمام اعيننا. تغيرت الظروف وما برحنا منغلقين بعضنا على بعض في الداخل، ولاهثين وراء حليف خارجي يساعدنا على الخروج من مأزق، علماً بأن من المتعذر أن يأتي الحل من خارج حدود لبنان إلا على حساب المصلحة الوطنية. ونتغنى بعد ذلك بالسيادة والحرية والاستقلال.لقد أثبت نظامنا السياسي الطائفي في مئوية لبنان الكبير، عقمه وعدم قدرته على التغيير الديموقراطي. وباتت الطبقة السياسية الحاكمة عندنا تستقوي بالخارج وتتوارث الحكم مقرونةً بروح العداء للحداثة والعلمانية والديموقراطية، منصرفةً عن شؤون البلاد والعباد، ومنهمكةً بشؤونها الذاتية، غير عابئة بما يتهدد لبنان من مخاطر وتحديات، حتى وصلنا الى هذا الدرك المخيف من الفساد والاهتراء والانحلال لجميع مفاصل الدولة. لقد غيّبت المجتمعَ هذه السلطة السياسية التي أمّنت لنفسها الحماية والرعاية الداخلية والخارجية، ونفذت انتقائياً واستنسابياً اتفاق الطائف، فجوّف...