في رحيل المطران بطرس الجميّل الأسقف الذي عايش التاريخ الحديث للموارنة في قبرص

الدكتور فادي جورج قمير  ودّعت الكنيسة المارونية وأبرشيتا قبرص وانطلياس وبلدة عين الخرّوبة المتنية منتصف هذا الاسبوع، بصلاةٍ وحزنٍ، رئيس أساقفة أبرشية قبرص السابق المطران بطرس الجميل. وقد آلمنا كثيرًا رحيله وسنفتقده دومًا وسنتذكّره في كل ما أعطى وقدّم. لقد عايش المطران بطرس الجميل تاريخ الموارنة الحديث في قبرص، والذين تُعتبر هجرتهم الى هذه الجزيرة من أقدم الهجرات وتعود الى القرن الثامن، حيث سكنوا فيها وأنشأوا بلدات عديدة نمت وازدهرت حتى ناهز عددها في أواسط القرن الثالث عشر /60/ قرية، كما أصبح لهم أسقف مقيم في الجزيرة اعتبارًا من العام 1316. لكن للأسف تعرّض الموارنة لاضطهادات دينية في قبرص، شأنهم شأن موارنة لبنان، منذ الفتح العثماني للجزيرة عام 1571 وما تبعه من تدهور الوضع الاقتصادي ونزاعات واضطهادات دينية، حيث اضطر هؤلاء الموارنة الى الهجرة ولم يبقَ فيها سوى 16 قرية بحلول عام 1820. هذا بالإضافة الى أنّ النزاع بين تركيا واليونان على أرض الجزيرة تسبّب أيضًا بهجرة آلاف الموارنة عام 1974 من شمال الجزيرة الخاضع للسيطرة التركية، وبذلك تضاءل عدد القرى المارونية الى أربع قرى فقط. كما أن الحرب اللبنانية عام 1975 دفعت بآلاف الموارنة اللبنانيين الى الهجرة، فكانت قبرص قبلتهم لقربها من لبنان وكأنهم أرادوا بذلك أن يبقوا على مسافة قريبة من...