السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عندما لفتني المطران جورج خضر إلى وادي خالد

المصدر: "النهار"
Bookmark
وادي خالد.
وادي خالد.
A+ A-
الدكتور كمال ديب(من مقدّمة كتاب كمال ديب، يصدر قريباً عن دار النهار بيروت)قبل 15 عاماً كنتُ في صدد تحضير كتابي هذا الجسر العتيق (دار النهار 2008) وكنت أزور سيّدنا المطران جورج خضر، متروبوليت مطرانية جبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس، في مكتبه في برمانا. وتكرّم عليّ بنصّ وخصّني بمقابلة طويلة معه ضمّنتها الكتاب. ومما سألته: ما موقف الروم الأرثوذكس من الكيان اللبناني؟ فأجاب: إذا ظنّ أحدهم باجتيازه من وادي خالد إلى سهل حمص أنّه يقطع من بلد إلى آخر فهو لا يعرف شيئاً من التاريخ. أمّا نحن معشر الأرثوذكس فمنذ وُلدت دولة لبنان عام 1920 أصبحنا في لبنان مخلصين وموالين للبنان وهو وطننا، ومَن منّا في سوريا أصبحوا مواطنين سوريّين ومخلصين لسوريا". بقي جواب المطران خضر في ذهني أقلّبه في رأسي. فهو نطق بالمختصر المفيد، في عدم إخفاء التاريخ الصحيح من أجل سرديّة وهمية. وهو سهّل مفهوم الانتماء للبنان من موقع الوضوح التاريخي وعدم النفاق. ولماذا يبدأ كل كتاب تاريخ عن لبنان من المتصرّفية وأمراء الجبل وبيروت، بحيث يصبح الأمير فخر الدين المعني الثاني هو البطل وبنو سيفا في عكّار أشراراً يستحقون تدميرهم على يدي الأمير؟ وأن الأمير ملحم الشهابي هو البطل في وقعة أنصار في جبل عامل؟ الخ. جاء في كتاب الأديب عبد الله لحّود لبنان عربي الوجه عربي اللسان، (دار العلم للملايين): "بعض الباحثين يتكلمون أحياناً عن لبنان كما لو كان أرض المتصرفية القديمة فقط، بل ينظر بعضهم إليه كما لو كان مقاطعة واحدة أو مقاطعتين من تلك المتصرفية، وقد يسقطون من الحساب بيروت وصور وصيدا وطرابلس وبعلبك، وقد يهملون جبل عامل وعكّار ومعظم وادي البقاع فلا يعيرون التفاتاً لما كانت عليه تلك الربوع اللبنانية المجيدة في ماضي الزمن مع أنّ تاريخها هو في الصميم من تاريخ لبنان. أمّا أنا فعندما أتكلّم عن لبنان اعتبر أنّه ليس من حقي أن أؤثر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم