مهما طال كسوف الشمس فلن يصير نعيب الغربان صفير نسور

زاهي جبرائيل  البارحة سمعت حواراً على محطة إذاعية مع أحد "أبطال الثورة(!)" وهو يحلل ويحاضر في نعي الوطن الى أن وصل بنعيبه الى التبشير باندثار المؤسسة العسكرية وهروب الأعداد الكبيرة من صفوفها: بالله عليك يا أيها "البطل الثوري"، على أي معطيات اعتمدت في خلاصتك هذه؟ هل تعرف مدى خطورة الكلام الذي تبشّر به، والمحطة الإذاعية تتحمّل المسؤولية معك؟ ما بقي من أساسات الوطن إلا المؤسسة العسكرية، وأنت "بعقلك الانقلابي" تريد نسف هذا الأساس. ليلة نهاية السنة وأنت ترتشف الخمر في سهرتك لا أعرف في أي مقصف تتمتع بالدفء، مَن يا أيها "الثوري" سيكون واقفاً في الصقيع يحميك ويحمي بيتك ويحمي عائلتك؟ من؟ من سيكون يقف في الليالي وعلى الطرقات وفي الجبال وفي السواحل وفي المدن والقرى يسهر على أمانك وأنت تمارس "ثورتك" في كأس نبيذ وهو يمارس عهدَه في فنجان شاي فارغ؟ البارحة وأنت تتبجّح بذكائك النخبوي كانت المؤسسة العسكرية تفتتح طريقاً بين مراكزها الحدودية. هل تعرف أين هي هذه المراكز؟ هي في مناطق حدودية نائية ذات طبيعة صعبة باردة وخطرة، يقف في هذه المراكز جندي لبناني، ناسكٌ لبناني. وجوده في...