السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عمشيت…يا ميناء الشرعية ومنارة النضال!

المصدر: "النهار"
Bookmark
ميناء عمشيت (تعبيرية - تصوير حسن عسل).
ميناء عمشيت (تعبيرية - تصوير حسن عسل).
A+ A-
غسان إلياس صقرعمشيت... لا أدري ما أقول فيك! إنك مفتاح الذكريات ومدرسة علّمتنا النضال دفاعاً عن الشرعية في عهد الرئيس سليمان فرنجية. عرفتك عن كثب بعد هِجرتنا إليك من مبنى الصنائع في بيروت الغربية إلى محطة الإرسال في عمشيت. إنك المقرّ الذي لجأ إليك فيه المرحوم رامز خازن، مدير عام وزارة الاعلام، بعد انقلاب اللواء عزيز الأحدب "التلفزيوني" فـي ١١ آذار من العام ١٩٧٦ (وكان قائداً للمنطقة العسكرية في بيروت).هكذا تعود بي الذكرى يوم توجّه المرحوم رامز خازن الى محطة الإرسال للاذاعة اللبنانية في عمشيت وصادر "كارافاناً" كان مركوناً إلى جانب حائط المحطة وبادر من خلاله توجيه الرسائل بمعاونة لفيف من التقنيين الذين كانوا يديرون المحطة وعلى ما أذكر منهم المدير سليم سعد وبعض مساعديه.كيف كان ذلك: قرابة ظهر 11 آذار المشؤوم كنت أنا غسان الياس صقر رئيس قسم الأخبار والتعليقات في الوكالة الوطنية في مكتبي في الطابق الخامس من مبنى الصنائع، وهو الطابق عينه الذي يقع فيه مكتب مدير عام وزارة الإعلام الأستاذ رامز خازن، فجأة سمعت صوت الأستاذ رامز ورأيته في باحة الطابق على مرأى من مكتبي، الذي كان دائماً مشرّع الأبواب لدخول المندوبين وخروجهم، وكان مسارعاً إلى المصعد الخلفي للمبنى ليطلبه، فبادرت وناديت: أستاذ رامز لماذا المصعد الخلفي؟! فليكن المصعد المألوف الاساسي حيث لا يدعو الى الشك. ونزلت معه وما إن وصلنا الى باحة المدخل الرئيسي لوزارة الاعلام، رفعتُ الصوت بصورة مفاجئة في وجه العسكري الحارس وقلت: اضرب التحية لسعادة المدير!... فوراً ضرب التحية وخرجنا سوية من مدخل وزارة السياحة باتجاه مدخل جريدة النهار الذي كان مقابلاً . ولاحقاً، التقيت المدير العام أمام المتحف وتوجهنا الى الاشرفية، حيث اخترنا موقعاً آمناً لنتّخذه مقراً للمندوبين وكان دار نبيل عازوري للمعلمين، المجاور لكنيسة سيدة الدخول في الاشرفية.لماذا قلت "لا تندهي ما في حدا !" لأن المرحوم الاستاذ رامز دعا من يستطيع من الموظفين أو المتعاملين في الوكالة الوطنية للالتحاق بهذا المركز..."ما حدا استجاب" باستثناء مستكتبة هي إكرام راضي. بعد يومين جدّد النداء طالباً متطوعين، فقامت إكرام بالتعرف الى عدد من الفتيات المجاورات للمبنى وكانت بينهنّ من أصبحت زوجتي وهي ريموند بشور. تلك المتطوعات نِبنَ منابَ الموظفين والمتعاملين في الوكالة الوطنية باشرافي، وبدأنَ بدوام موزّع بينهنّ حتى الواحدة بعد منتصف الليل. ومن جميل الذكريات أن مشعلنا كان النضال والمجاهدة دون مرتّبات... والاستنارة ليلاً بقنديل يتبرّع بـ"كازه" المتطوعات... كل ذلك من أجل الحفاظ على الشرعية.ما كان دور هذا المكتب؟ كان هو المغذّي إخبارياً "لاذاعة عمشيت" اي محطة الارسال، وتتناوب المتطوعات بالاتصال واستقصاء الأخبار والاستماع الى عدد من الإذاعات وإجراء المقابلات مع (من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم