أمام مأزق أو مجموعة مآزق؟

محمود حدّاد*نحن أمام أوضاع غريبة متشابكة ومعقدة، ولو حاول البعض تبسيطها بدرجة أو بأخرى. وكل وضع من هذه الأوضاع يمثل مأزقاً أو أكثر للأطراف العربية التي تجابهه.المأزق الأول: الدول العربية التي تدرك أنها أضعف من إسرائيل في أية مواجهة عسكرية أو سياسية على الساحة الإقليمية أو الدولية؛ ولذلك تسير مرغمة وبتردد وبطء شديدين خلف مواطنيها المتحمسين المطالبين بمساندة المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. وهي كانت قد أسقطت، خطوة إثر خطوة، المواجهة مع إسرائيل من استراتيجياتها دون أي مقابل سراً في البداية وعلناً قبل وقت قصير، وانتقلت إلى الاهتمام الحصري بالأمن الداخلي لأنظمتها الحاكمة.المأزق الثاني: دول عربية تواجه إيران ومشروعها التوسعي حتى البحر المتوسط، وتعتبر أنها في صراع وجودي مع طهران، وبالتالي فإنها تعتقد ألا مندوحة لها من التحالف مع إسرائيل التي تستطيع موازنة القدرات الإيرانية خاصة بعد أن كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أن أولويتها أصبحت في الشرق الأقصى أمام الصين بالمعنى الضمني أن على الدول العربية الصديقة لها أن تعتمد على نفسها أمام إيران، فكان الحل الأسهل هو التوجه غرباً إلى تل أبيب. المعضلة الإضافية هنا أن جزءاً من المقاومة الفلسطينية التي تتصدى لإسرائيل متحالف مع إيران التي هي في حالة عداء معلن أو موضوعي مع بعض البلاد العربية. أي أن...