السبت - 15 حزيران 2024

إعلان

الحالة الإنسانية... وسط التفكك وطيش الزعماء والشخصانية

المصدر: "النهار"
Bookmark
احتجاجات وإشعال إطارات بسبب الوضع الاقتصادي (أرشيف "النهار").
احتجاجات وإشعال إطارات بسبب الوضع الاقتصادي (أرشيف "النهار").
A+ A-
د. قصي الحسينينظر الناس، أول ما ينظرون، إلى الحالة الإنسانية السائدة في البلاد. فيحكمون من خلالها، على رقي شعبها وتقدمه ونجاحه، أو على تخلفه وتأخره وفشله، في اللحاق بركب المجتمعات المتطورة. وإذا ما أردنا النظر في حالة البلاد عندنا، وحاولنا تطبيق المعايير نفسها، أصابنا الهول مما نرى. أصابتنا الدهشة. وتملكنا الرعب والخوف. تماما كما ندهش، حين ننظر في حالة مريض، يتفحصه الطبيب مليا. وينظر في كافة أنحاء بدنه، فيجده قويا متينا متماسكا. ثم يعيد النظر فيه، فيعييه الوقوف على مرضه. فيصير بعد ذلك، للبحث عن مرضه الخفي الذي يقلقه ويكاد يميته، وهو مع ذلك متماسك الأعضاء. متماسك البنية. ليس فيه أي ضعف، في كافة أنحاء جسمه.كثيرون سمعوا عن هذه البلاد( لبنان)، وما تشكو منه، من ضعف يطالها ويهز إستقرارها ويؤلمها أشد الإيلام. فيجعلها تعاني طيلة الأوقات من كثرة الأوجاع. من شدتها. من خفوتها. ومن ظهورها المفاجئ. ومن تناوبها عليها بين الحين والآخر. حتى لكأنها تمضي معظم أوقاتها، وهي تمضمض منها الروح. حتى لكأنها تكاد تسقطها أرضا لتوها.كثيرون جاؤوا إليها من أقصى الأرض لتفحصها والوقوف عليها وإستطلاع حالتها. ولكنهم سرعان ما كانوا يعودون عنها، وهم يتحدثون عن بنيتها السليمة: أرضا وشعبا ومؤسسات. فيأخذهم العجب العجاب، لأمراضها، ولا يعرفون منها الداء. ولا يعرفون لها الدواء. وأود أن أذكر هاهنا، في معرض الحديث عن مرض هذة البلاد، أنني كنت اراهم يتساءلون. وأريد أن أتوسع بالشرح والتفصيل، حتى لا يفوتني الإجابة عن سؤال... :1- لسان حالهم مثلا كان يقول: وجدنا في هذه البلاد ( لبنان)، أجمل بقعة من الأرض. يتحدثون عن بحرها و عن شواطئها، بكل رؤوسها وخلجانها، ومصبات الأنهار فيها. فيعجزهم لسانهم عن الوصف. يقولون: إن الجبال المقدسة تغسل أقدامها في مياهها كل يوم. ثم تأتي الشمس والرياح والأمطار، فتكمل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم