الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مِن ديكتاتورية الصوت الواحد إلى...السَّوْط الأوحد!!

المصدر: "النهار"
Bookmark
الرئيس الراححل الياس سركيس.
الرئيس الراححل الياس سركيس.
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلحكانت رسالة الرئيس الراحل الياس سركيس حين شارك بأول قمّة عربية في الرياض بعد توليه الرئاسة عام 1976، أنّه ليس من العدل أن تبقى الجبهات العربية صامتة وأن يظلّ الجنوب اللبناني مشتعلاً مع اسرائيل، نتيجة تواجد المقاومة الفلسطينية المسلَّحة في الجنوب. كان جوهر الأزمة يكمن في ثنائية القوة العسكريّة بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والتي شكّلت بتنظيماتها المسلّحة دولة ضمن دولة، في حين كانت الدول العربيّة المواجهة لإسرائيل تحكم قبضتها على التواجد الفلسطيني على أراضيها (سوريا، الأردن) ودول عربية أخرى تدعم المقاومة الفلسطينية معنويّاً وماديّاً مغتبطةً لغياب تواجد فلسطيني مسلّح على أراضيها. كانت الأزمة عربيّة، لذلك لجأ لبنان إلى العرب. وما أشبه الأمس باليوم! فبلاد الأرز تقع ضحيّة ثنائية القوة العسكرية بين الدولة و"حزب الله" – الوكيل المعتمد لطهران- مع الفارق أن "حزب الله" أضحى دولة ضمن اللادولة على عكس ما كان عليه الوضع في السبعينات من القرن الماضي حين كان لا يزال للدولة وجود. والسؤال المُؤلِم والموجِع إذا كان لبنان لجأ إلى العرب لحل ثنائية الدولة والمقاومة الفلسطينية على أساس أن القضية عربية-عربية، مع العلم أن لبنان لم يتوصل إلى حل لتلك الإشكالية إلا بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، فهل قدر لبنان إن يلجأ إلى فرنسا "ايمانويل ماكرون" والمجتمع الدولي لحل تداعيات والآثار السلبية المُنهِكَة والمُؤلِمَة على كل المستويات على البلد لتداعيات ثنائية الدولة – و"حزب الله" على أساس أن المشكلة لبنانية - ايرانية؟ وإلى متى ستظلّ فرنسا والمجتمع الدولي يكترثان لحالنا المُزري في ضوء مستجدّات في العالم أكثر إلحاحاً، علماً أن قراري مجلس الأمن 1559 و 1701 أوجبا حصر السلاح بيد الدولة وحدها؟ أضحى نشوء "حزب الله" في لبنان معروفاً لكن وباختصار وللتذكير فبُعَيد الاحتلال الأسرائيلي عام 1982 وبرعاية السفير الإيراني في دمشق علي محتشمي بَدَأ العمل على تجنيد شبانٍ من منطقة البقاع ينتمون إلى الطائفة الشيعية الكريمة، وإنشاء معسكراتِ تدريب على مختلف الأسلحة بحجّة مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ولاحقاً تحويل لبنان إلى ساحة لمواجهة واشنطن والغرب فتمّ تفجيرالسفارة الأميركية في الرملة البيضاء عام 1983 واقتحام مقرّ قوات الماريز والقوات الفرنسية الأمر الذي أفضى إلى مقتل 241 جنديّاً أميركيّاً و58 من الجنود الفرنسيين وبالتالي انسحابهم من لبنان. ورُبَّ قائلٍ أنه لو لم تنسحب واشنطن من لبنان يومذاك لما وقعت بلاد الأرز تحت سيطرة إيران وسوريا. أضحى بيننا حزب ديني مُسلَّح يأتَمِر بتوجهات طهران العسكرية والدينية (مبدأ ولاية الفقيه، والإمامية الاثني عشرية، وتصدير الثورة علماً أن هنالك من خالف ذلك كالإمام محمد مهدي شمس الدين ومحمد حسين فضل الله والذي تعرّض لمحاولة اغتيال عام 1989). نحن إذاً أمام حزب ديني رَبَط اسمه بالله. ولعلّ الجماعات الإسلامية التي أطلقت على نفسها تسمية "حزب الله" تعلم أن الله لا علاقة له بمنهج ولا تنظيم ولا حراك سياسي ولأنّه خالق الأكوان العُليا والسفلى ولا ينزل إلى مستوى التنظيم الحزبي. فليس من حق أحد من عباده ولا مختلف الأديان والمذاهب أن يحتكر هذا الاسم لحزبه (رشيد الخيون، "احزاب الله عندما تتخذ الجماعات من الله إسماً" ، رشيد الخيون، مركز المسبار 22- 4-2018).رفعنا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم