الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الصوت التفضيلي اليتيم سلاح السلطة الأمضى

المصدر: "النهار"
Bookmark
من أحد مراكز الاقتراع.
من أحد مراكز الاقتراع.
A+ A-
د. سابا قيصر زريق    لم تُترك تهمة ضد المستأثرين برقابنا إلا وأُطلقت بحقهم مفادها أنهم يجهدون لتأبيد التصاقهم بكراسٍ كادت تتهاوى من ثقل ظلهم. فالبعض يتهمهم، عن حق لا يحتمل الجدل على الإطلاق، بأنهم فاسدون، والبعض الآخر يتهمهم بأنهم مفسدون، بعد أن نهبوا أموال الوطن واختلسوا من المواطنين جنى أعمارهم، ومن الأرملة فِلسها الأخير. غير أن رمادهم لم يعد يغشّي العيون، إذ إن هذه الطغمة تتذرع، إمعانًا في غيّها، باللجوء إلى وسائط ديمقراطية في الشكل، تعززها صيغتنا الهجينة ودستورنا الطوائفي وقانون انتخاب أخرق أكثر طائفية، يعكس؛ بهتانًا؛ ما يسمى بـ "الديمقراطية التوافقية". سُنّ هذا القانون العجيب، وهو أمر لا يخفى على أي مواطن، لبيبٍ كان أم لا، على مقاسات وقياسات طائفية ومذهبية ومناطقية، ليوهم مشرّعوه الرأيَ العام، الأكثر لبابةً من أي وقتٍ مضى، بأن حكّامنا منتخبون وفق معايير العدالة الديمقراطية؛ وأن إدراج الصوت التفضيلي الواحد في القانون ليس إلا جزئية بسيطة، لا ينبغي إضاعة الوقت بالتوقف عندها.ملّ القرطاس من مِداد منتقدي هذا القانون؛ كما ازدادت صفحات الصحف اسودادًا وانشغلت موجات الأثير وقنواته بضجيج الأحرار، الذين رأوا في ذلك الصوت الواحد سلاحًا ماضيًا بيد مَن على يدهم انكسر الوطن، بإفقارهم، وإدمائهم، وإذلالهم استعبادًا. وجريًا على عادتهم بإلهاء المواطنين بمواضيع جانبية، وإن كان غالبها مهمًا، هي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم